مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن الحاجب ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن الحاجب ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ومنتهى السول والأمل في علمي الأصول والجدل وهو في أصول الفقه، ومختصر منتهى السول والأمل وقد اعتنى العلماء بهذا المختصر فصار كتاب الناس شرقا وغربا واشتغل العلماء به، وشرحه كثرة كاثرة من العلماء والفضلاء، والأمالي وهو في غاية الإفادة اشتمل على فوائد عربية غريبة ونكات وقواعد وغير ذلك، والإيضاح في شرح المفصل للزمخشري وقد طبع بتحقيق الدكتور موسى العليلي ببغداد في جزأين، نظم الكافية وسماه الوافية في نظم الكافية، وشرح الوافية نظم الكافية وطبع بتحقيق الدكتور موسى العليلي بالعراق سنة ألف وتسعمائة وواحد وثمانين ميلادي، وشرح المقدمة الجزولية، والمقصد الجليل في علم الخليل وهو نظم في العروض على وزن الشاطبية تقع في مائة وواحد وسبعين بيتا، وشرحها الإمام الإسنوي، ورسالة في العشر وهي رسالة صغيرة في استعمال كلمة عشر في أول الكلام وآخره.

 

والقصيدة الموشحة بالأسماء المؤنثة، وكتاب في علم الكلام، وقد كتب عليه ثلاثة شروح، والإمام بن الحاجب كما وصفه الذهبي بقوله الشيخ الإمام العلامة المقرئ الأصولي الفقيه النحوي جمال الأئمة والملة والدين وكان من أذكياء العالم، رأسا في العربية وعلم النظر، وقال فيه معاصره الحافظ عمر بن الحاجب الأميني هو فقيهٌ، مفتي مناظر، مبرّز في عدة علوم، متبحر، مع دين وورع وتواضع واحتمال واطراح للتكليف، وكما صفه أبو شامة فقال كان من أذكى الأمة قريحة، وكان ثقة، حجّة، متواضعا، عفيفا، كثير الحياء، منصفا، محبا للعلم وأهله، ناشرا له، محتملا للأذى، صبورا على البلوي، وكان ركنا من أركان الدين في العلم والعمل، بارعا في العلوم الأصولية وتحقيق علم العربية، متقنا لمذهب مالك بن أنس رحمه الله، وقال فيه الحافظ ابن كثير حرّر النحو تحريرا بليغا.

 

وتفقه وساد أهل عصره، ثم كان رأسا في علوم كثيرة منها الأصول والفروع والعربية والتصريف والعروض والتفسير وغير ذلك، وتوفي الإمام ابن الحاجب في السادس والعشرين من شهر شوال سنة ستمائة وست وأربعين من الهجرة، الموافق الثامن عشر من شهر فبراير سنة ألف ومائتان وتسع وأربعين من الميلاد، بالإسكندرية ضحوة النهار ودفن من يومه بباب البحر بمقبرة الشيخ الصالح بن أبي شامة وموضع ضريحه الآن في الطابق السفلي من مسجد أبي العباس المرسي، ولما مات رثاه الفقيه أبو العباس ناصر الدين أحمد بن المنير وكتبت على قبره هذه الأبيات ألا أيها المختال في مطرف العمر، هلم إلى قبر الفقيه أبي عمرو، ترى العلم والآداب والفضل، والتقى ونيل المنى والعز غيبن في قبر، وتوقن أن لا بد ترجع مرة إلى صدف الأجداث مكنونة الدر.

 

فتدعو له الرحمن دعوة رحمة، يكافئ بها في مثل منزله القفر، وقال الشيخ جابر قاسم نائب عام الطرق البيومية الأحمدية ووكيل الاضرحة بمحافظة الإسكندرية إن ضريح العالم العارف با الله الشاذلي سيدي أبن الحاجب ضمن عدد خمسة أضرحة بمدفن خاص تحت مسجد سيدي أبي العباس المرسي التابعة للمشيخة العامة للطرق الصوفية حيث تحتفل الطرق الصوفية بالإسكندرية بأحياء ذكره في بداية موعد مولد شيخه واستاذه سيدي أبي العباس المرسي في السادس والعشرين من شهر يوليو والموافق العيد القومي لمحافظة الإسكندرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى