مقال

نفحات إيمانية ومع مكانة الشهيد عن ربه عز وجل ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع مكانة الشهيد عن ربه عز وجل ” جزء 4″

بقلم/ محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع مكانة الشهيد عن ربه عز وجل، وأيضا هناك شهيد الآخرة، وشهيد الآخرة الذي يكون له أجر شهيد في الآخرة لكنه في الدنيا يطبق عليه ما يطبق على الميت العادي، فهذا أصناف منهم المقتول ظلما من غير قتال، وكالميت بأنواع من الأمراض ونحو ذلك، وكالغريق في البحر الذي ركبه وكان الغالب فيه السلامة بخلاف من ركبه وكان الغالب عدم السلامة أو ركبه لإتيان معصية من المعاصي ونحو ذلك، فأما الاستشهاد في ساحة القتال فإن أجره عظيم جدا وهو قمة مراتب الشهادة، ولا يمكن لأي نوع آخر من الشهداء أن يصل إلى هذا المقام، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة من دمه.

 

ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويحلى حلية الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه” وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد، قال صلى الله عليه وسلم “كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة” رواه النسائى، فترجى هذه الشهادة لمن سألها مخلصا من قلبه ولو لم يتيسر له الاستشهاد في المعركة لقوله صلى الله عليه وسلم “من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه” ولذلك كان لا بد من سؤال الله بصدق الاستشهاد في سبيل الله لتحصيل هذا الأجر العظيم، ولو مات الإنسان حتف أنفه.

 

وكذلك من أنواع الموت الطيبة الموت غازيا في سبيل الله لقوله صلى الله عليه وسلم “ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال صلى الله عليه وسلم “إن شهداء أمتي إذن لقليل” قالوا فمن هم يا رسول الله؟ قال ” من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد” ومن أنواع الموت الطيبة التي لها أجر شهيد، الموت بالطاعون، قال صلى الله عليه وسلم “الطاعون شهادة لكل مسلم” وقال صلى الله عليه وسلم أيضا لما سئل عن الطاعون ” إنه كان عذابا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد”

 

وقال صلى الله عليه وسلم “يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون فيقول أصحاب الطاعون، نحن شهداء، فيقال انظروا فإن كانت جراحهم كجراح الشهداء تسيل دما ريح المسك فهم شهداء، فيجدونهم كذلك” وكذلك فإن من أنواع شهداء الآخرة من مات بداء البطن لقوله صلى الله عليه وسلم “إن شهداء أمتي إذن لقليل” ثم ذكر أنواعا، “ومن مات في البطن فهو شهيد” وعن عبد الله بن يسار قال كنت جالسا وسليمان بن صرد وخالد بن عرفطة، فذكروا أن رجلا توفي مات ببطنه، فإذا هما يشتهيان أن يكونا شهداء جنازته، فقال أحدهما للآخر ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم”من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره؟” فقال الآخر بلى، وفي رواية صدقت.

 

وكذلك من أنواع شهداء الآخرة الموت بالغرق والهدم لقوله صلى الله عليه وسلم “الشهداء خمسة المطعون” الذي أصيب بالطاعون، والمبطون، الذي قتل بداء البطن، ومات بسبب مرض في بطنه، وأمراض البطن كثيرة، والغرق الذي مات غريقا، وصاحب الهدم، الذي انهدم عليه بيته، أو انهدم السكن الذي يسكن فيه، وقع عليه جدار أو حائط، فمات بسبب الهدم، وكثير من الذين يموتون في الزلازل كذلك، وصاحب الهدم “والشهيد في سبيل الله” ومن أنواع شهداء الآخرة أيضا هو موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها، لحديث عبادة بن الصامت رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد عبد الله بن رواحة فما تحوز له عن فراشه أي تنحى….؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى