مقال

الدكروري يكتب عن التجارة في الإسلام” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن التجارة في الإسلام” جزء 2″

بقلم / محمــــد الدكــــروري

 

ومن الأمانة التي ضيعها كثير من المسلمين أمانة الصناعة وإتقانها حتى رأينا كثيرا من المسلمين يتهافتون على المنتج الغربي الياباني والألماني وغيرها من منتجات أتقنها صناعها بأمانة وحس الصنعة فراجت تجارتهم وارتفع اقتصادهم في حين أننا نرى كثيرا من المنتجات القومية والوطنية قد أعرض عنها المشتري لعلمه أنها افتقدت الأمانة فحين أننا أمة الأمانة والإتقان، وإن الإتقان في العمل والمسئولية قيمة تربوية ومرتكز نفسي مؤثر، على أساسه ينبني الإنسان المسلم من بدايات حياته الأولى فاعلا ومؤثرا وناجحا، فيدع العجز والكسل، والقعود والخمول، وينطلق حيث الفعالية المؤثرة في شتى المجالات، وأما السياج المحيط بصنعة الصانع فهو سياج الأخلاق، فالأخلاق تحيطه وتحميه من النقص أو الخلل، فأمر بكل خلق يصلح به العمل، فلا عمل بغير أمانة، كذلك فالصدق في العمل، وعدم الغش فيه شرط من شروط صلاحه عن أبيه.

 

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على صبرة من طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال يا صاحب الطعام ما هذا؟ قال أصابته السماء يا رسول الله قال أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟ ثم قال من غش فليس منا” رواه الترمذي، وهكذا قل في الأخلاق الأخرى، ولقد مدح الله تعالى أهل الأمانة في الصنعة فقال عن نبيه داود عليه السلام، كما جاء في سورة سبأ ” ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد، أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير” وكما مدح الإتقان والأمانة في حياة نبي الله سليمان عليه السلام فقال سبحانه وتعالي كما جاء في سورة سبأ أيضا ” يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور” وكما أنه يجب علينا الإكثار من الدعاء.

 

فإن الدعاء سلوى المحزونين، ونجوى المتقين، ودأب الصالحين، فإذا صدر عن قلب سليم، ونفس صافية، وجوارح خاشعة وجد إجابة كريمة من رب رحيم، فاحرص أخي التاجر الكريم على الدعاء في جميع الأوقات، وخاصة الأوقات الفاضلة، ولقد حثنا الله تعالى في كثير من آيات القرآن الكريم وكذلك نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة على الإكثار مِن الدعاء، فقال الله تعالى كما جاء في سورة البقرة ” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن ربكم تبارك وتعالى حيِيّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا” رواه أبي داود، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه” رواه الترمذي.

 

وكما يجب علينا أيضا أيها التجار المحافظة على إقامة الصلوات المفروضة جماعة في المساجد، فإن إقامة الصلوات المفروضة جماعة في المساجد واجب على كل مسلم ذكر، بالغ، عاقل، قادر على الذهاب إلى المساجد، ولو بمساعدة الآخرين له، ولا يجوز التخلف عنها إلا لعذر شرعي، فإن الله تعالى قد أمر نبينا صلى الله عليه وسلم أن يصلي بأصحابه جماعة وهم في المعركة، وهذا دليل على أن وجوب صلاة الجماعة في حال الأمن من باب أولى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء” رواه البخاري ومسلم.

 

وقال ابن حجر العسقلاني وأما حديث الباب فظاهر في كونها فرض عين لأنها لو كانت سنة لم يهدد تاركها بالتحريق، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه فقال “هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم، قال “فأجب” رواه مسلم، وقال ابن قدامة وإذا لم يرخص للأعمى الذي لم يجد قائدا له، فغيره أولى، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال مَن سرّه أن يلقى الله غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى