مقال

العالم بين الذهب والقمح 

جريدة الاضواء

العالم بين الذهب والقمح

بقلم أزهار عبد الكريم

 

عندما قرار الرئيس بوتين غزو اوكرانيا لم يكن قرار عشوائياً أو وليد اللحظه أو الصدفه إنما كان قراراً مخطط ومنظم بكل دقه وكان متخذى القرار الروسي لديه من القدرة على الاستبصار والتنبؤ بما سيفرض عليه من عقوبات دوليه فى حاله غزو اوكرانيا . لذلك كان من الطبيعي أن يجد الحلول المناسبة لكل ما يقابلة من أزمات خلال هذه الحرب وكان يضع نصب عينيه عده بدائل و احتمالات مثل الحصار الاقتصادي والعمل على انهيار الروبل الروسي وغيرها ولكن الدب الروسي كان يقظ لكل هذا وعندما توصل إلى كل الحلول التى تجعله المتحكم فى ذمام الأمور ،اخذ قرار الحرب .

 

وكان هذا هو آخر القرارات وليس أولها ، فوضع العالم على شفي الانهيار الاقتصادي العالمي وأصبح العالم قاب قوسين من المجاعات المنتظرة ،لانه يمتلك تصدير سلع اساسية واستراتيجية ،مثل القمح والنفط والغاز الطبيعي ،

 

فماذا فعل للحفاظ على العملة الروسية من الانهيار .

لقد قرر عدم استيراد اي من هذه السلع إلا بالعملة الروسية لذلك ارتفع الروبل بعد انهيارة بعد الغزو . أيضاً ربطة بالذهب لأنه من المعروف أن كل الدول تربط عملتها بالذهب فقرر بوتين يوم 25 مارس ربط الذهب بالروبل بمعنى كل 5000 روبل تعادل جرام من الذهب .

 

طيب هل بوتن عاوز يخسر ؟

طبعاً لا ده هو كدة جمع كل الذهب فى معظم دول العالم ليصبح الاحتياطي الروسي من الذهب اكبر ما يكون وهكذا يصبح الدولار الامريكي فى خطر ، بسبب أن إي دوله تريد رفعة عملة الاحتياطى لديها تبحث عن العملة المضمونة وهى التى تتحول لذهب وخاصه فى ظل ما يحدث فقد يؤدى إلى انخفاض القوة الشرائية للدولار مما يؤدي إلى تضخم الدولار فى السوق الامريكي فيقل الطلب على الدولار وترتفع العمله الروسية لأنه ربط العملة بالذهب لأن المستقبل للذهب لانه الملاذ الآمن لضمان استقرار العمله ، بجانب كافه الاجراءات التي وضعتها روسيا للحفاظ على استقرار الروبل الروسي ،

 

الغذاء مقابل رفع العقوبات الاقتصاديه عن روسيا .

 

استغل بوتين احتياج العالم إلى السلع الأساسية التى يتم استيرادها منه ومع الاستثنئات القليله التى سمحوا بها من العقوبات هى صادرات الطاقه الروسية وخاصة الغاز بالإضافة إلى القمح ،

لأن هذه السلع تعود على الخزانه الروسية بعشرات المليارات فبصفه عامه تمثل صادرات الطاقة الروسية نحو 50٪ من إجمالي الصادرات الروسية كلها لذلك تصبح هذه العقوبات غير مؤثرة على الاقتصاد الروسي ،ولأن كل يوم فى جديد مع هذا الصراع حيث انقلبت تجارة الحبوب العالمية رأساً على عقب بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وخنق معظم الصادرات الأساسية مثل القمح والذرة وزيت عباد الشمس ،التى أصبحت عالقه بسبب الحرب .

 

الأمر الذي جعل أنظار العالم تتوجه إلى الهند من أجل استراد القمح لأنها تعتبر ثانى أكبر منتج للقمح عالميا ،واصبح العالم يعتمد على الهند فى الحصول على على إمدادات القمح بع أن تراجعت الصادرات من اوكرانيا .

 

ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن ، فبعد ما أعلنت الحكومة الهندية أنها سوف تخرج العالم من الازمه الغذائية وشحن عشرة ملايين طن من القمح إلى العالم إلا إنها تراجعت عن هذا القرار حيث أدت موجة الحر التى تضرب العالم إلى تقلص الإنتاج لترتفع الأسعار المحليه إلى اعلى مستوى على الإطلاق مما يؤدى إلى رفع الأسعار العالمية مما يؤثر على المستهلكين فى معظم البلدان . الأمر الذي يؤدى إلى إرتفاع اسعار الغذاء والطاقة مما يؤدى إلى رفع أسعار الفائدة بصورة غير مسبوقة . ومع اضطرابات تدفق الحبوب و نقص الأسمدة وسوء الأحوال الجوية فى مناطق المحاصيل الرئيسيه أدى إلى ارتفاع تكاليف الغذاء العالمية إلى مستوى قاسي مما زاد من الضغوط التضخمية ورفع مستويات الجوع فى جميع أنحاء العالم ….

ندعوا الله أن تمر هذه الأزمة العالمية على خير

 

دمتم بألف خير وسعادة

تحياتي لكم جميعاً

أزهار عبد الكريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى