مقال

نزيف العقول وهجرة الكفاءات 

جريدة الاضواء

نزيف العقول وهجرة الكفاءات

 

بقلمي/السيد شحاتة

 

هناك أزمة كبري تواجه المجتمعات العربية بصفة عامة والمجتمع المصري بصفة خاصة تتمثل فى هجرة علماؤها ومفكريها إلي الخارج

 

وذلك بحثا عن أوضاع وظروف اجتماعيه افضل ومنهم من يهاجر بنفسه ليجد ذاته التي قتلها الروتين والتعنت والجهل والتخلف

 

وأيضا بحثا عمن يقدر قيمتهم العلمية وعدم الإستهزاء بأبحاثهم وعقولهم من طيور الظلام التي لاتسمح لأحد أن يتفوق عليهم وهروبا من التنمر ضدهم ومحاولات وأد نبوغهم في المهد

 

وهذه المشكلة ليست وليدة اليوم ولكنها مزمنة منذ عشرات السنين ولم تستطع دولة من الدول أن تبحث عن الأسباب الحقيقية وراء هجرتهم ومعالجة الخلل فيها بل علي العكس تبث فيهم روح اليأس فيضطر هؤلاء للبحث عن فرص أفضل في الخارج

 

فتري فيهم دول أوروبا وامريكا ماعجزت العيون والعقول عن إكتشاف نبوغهم فيستثمرون فيهم قدراتهم وإبداعاتهم ويوفرون لهم جميع الإمكانيات لتطوير تلك القدرات فتنتج لهم صناعة الذكاء وتطوير الذات لتكون سببا من أسباب تفوقهم وتقدمهم وتخلفنا نحن عن مواكبة التطور التكنولوجي في كل المجالات

 

وتشير أغلب الدراسات أن هناك المئات من الآلاف يسيرون العالم من مجتمعاتهم الجديدة التي قدرت علمهم وابحاثهم في شتي المجالات العلمية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والإدارية بل وصل الحال الي إرتقاء اعلي المراتب العلمية في الجامعات والمراكز البحثية في وقت نحن أحوج إليهم من هذه الدول

 

واذا أردنا أن نعدد الأسماء المهاجرة لانستطيع احصاؤها لأننا لا نعرف قيمتها

 

وحيث مما لاشك فيه أن الفرد يعتبر من أهم الموارد الاقتصادية التي تستند عليها إقتصاديات العالم في كافة مجالات التنمية فما هو السبب ياتري وراء هجرتهم؟

 

هل هو الحالة الإقتصادية لبلد ما وانخفاض وتدني مستوي المعيشة أم هو سوء التخطيط وعدم الإستغلال الأمثل لهؤلاء وتطوير إبداعاتهم أم عدم وجود المراكز المتخصصة لدعم هؤلاء أو عدم الإستقرار السياسي والامني في بعض البلاد العربية؟

 

من وجهة نظري المتواضعة إذا كان المستوي الاقتصادي وتدني المعيشة سببا من الأسباب ولكنه ليس السبب الأوحد فهناك مجتمعات عربية ترتفع فيها مستوي المعيشة ومع ذلك فيها هجرة لتلك العقول قد تكون ليس بالكثرة التي نراها لدينا بمجتمعنا ولكنها هجرة

 

أعتقد أن التنمر المجتمعي سبب دافع وبقوة الي تلك المشكلة فضلا عن الأسباب الأخري حيث لايوجد اي مسؤول يريد أن يريد نجاحات هؤلاء في أبحاثهم وعلومهم ولايريد أن تسلط الأضواء عليهم فيسحبون البساط من تحت أرجلهم وهنا يفقدون أنفسهم في أنهم الأوحد في موقعهم

 

فحب الذات والأنانية تقتل فينا كل ماهو جميل ونافع للمجتمع بخلاف العنصرية وعدم تقدير العلم والإبداع وتخرج النعرة الكاذبة هل العلم بيأكل عيش ؟

 

إن عدم قدرة المجتمع علي إستيعاب تلك الطاقات الإبداعية وعدم توافر مراكز البحوث العلمية حتي وان توافرت فعدم وجود الدعم المالي للصرف عليها وتوفير المتطلبات الحيوية لأغراض البحث العلمي والاستفادة من ذلك علي المدي الطويل

 

فضلا عن تعقيد الإجراءات في جميع المراكز الإدارية وتدخل المحاباة وضعف القدرة علي إتخاذ القرار المناسب فضلا عن عدم توافق السياسات التعليمية مع احتياجات التنمية

 

ولكن النظرة المتدنية لذلك أننا ننظر تحت أقدامنا وليس للمستقبل

 

بعكس الدول الغربية الذين يستقبلون هؤلاء ويوفرون لهم كل الدعم النفسي والأدبي والمادي واحترام عقولهم بل والسماح لهم بمطلق الحرية في البحث والتعمق لما فيه مصلحتهم ونفعهم وبالتالي تفتح لهم آفاق التقدم والازدهار والإبداع

 

فهل حان الوقت لكي ندرك مافاتنا ونحافظ علي ماتبقي ونبحث للمستقبل القريب في شبابنا وعلماؤنا وتوفير المتطلبات الأساسية للبحث للاستفادة منهم ولنلحق بركب الحضارة والتقدم أم سنظل نحن هكذا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى