مقال

الدكروري يكتب عن صحابة الرسول

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن صحابة الرسول

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن التحقيق في أول من أسلم بالرساله المحمديه وصدق بها وآمن بالنبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وما نزل من الحق، هو أنه يقال أول من آمن من الرجال الأحرار هو أبو بكر الصديق، ومن النساء السيده خديجة، ومن الصبيان علي بن أبى طالب ومن الموالي زيد بن حارثة رضي الله عنهم أجمعين، بل إنه حكى ابن تيمية الإجماع على هذا، فقال وقد أجمع الناس على أنه أول من آمن به من الرجال الأحرار أبو بكر، وكما أجمعوا على أن أول من آمن به من النساء خديجة ومن الصبيان علي ومن الموالي زيد بن حارثة، وتنازعوا في أول من نطق بالإسلام بعد السيده خديجة، وإن صحابة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، هم من حملوا على أعتاقهم الرساله ووقفوا بجوار النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وهم من نقلوا لنا أخبار هذا الدين وهذه الرسالة المحمدية السمحه، ولقد وردنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

الكثير من الأقوال والأفعال التي كنا وما زلنا نمارسها، لما فيها من خير لنا في الدنيا والآخرة، إذ إن أقوال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، هي الباب الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، فكانت هذه الأحاديث الشريفه هى السراج الذى يضيئ لنا الطريق فنهتدى بهديه، فعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول النبى صلى الله عليه وسلم “من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف ولا مسألة، فليقبله ولا يرده، فإنما هو رزق ساقه الله إليه” وعن أم هانىء رضي الله عنها قالت، مّر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت، يا رسول الله، قد كبرت وضعفت أو كما قالت، فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة، فقال لها صلى الله عليه وسلم “سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل، واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله، وكبري الله مائة تكبيرة، فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة، وهللي الله مائة تهليلة ”

 

وقال أبو خلف أحسبه قال صلى الله عليه وسلم، تملأ ما بين السماء والأرض، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل مما يرفع لك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت” رواه أحمد و ابن ماجه، وعن أبي هريرة ر ضي الله عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم ” من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ” وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كان كمن أعتق أربع أنفس من ولد إسماعيل” رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في اليوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك” رواه البخاري.

 

وعن مصعب بن سعد قال حدثني أبي قال، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ “فسأله سائل من جلسائه، كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال صلى الله عليه وسلم “يسبح الله مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة، أو تحط عنه ألف خطيئة” رواه مسلم، وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة” وعن ابن مسعود قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرىء أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن عراسها سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر” رواه الترمذي، وإن لفظ الصحابة هو لفظ إسلامي حيث أنه لم يكن في الجاهلية، وقد أطلق على كل من قابل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مؤمن به حق الإيمان.

 

ولقد كان للصحابة الكرام فضل كبير في انتشار الإسلام ووصوله إلى ما وصل إليه، حيث تابعوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستمروا على ما علمهم عليه، وكان للصحابة الكرام مواقف كثيرة في حياتهم ومعاملاتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هذه المواقف ما جاء عن أبي مسعود البدري، فى موقف من مواقف من حياة الصحابة يبرهن على سرعة استجابة الصحابة الكرام لأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو مسعود البدري، كنت أضرب غلاما لي بالسوط، فسمعت صوتا من خلفي يقول “اعلم، أبا مسعود” فلم أفهم الصوت من الغضب، قال، فلما دنا مني، إذ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول ” اعلم، أبا مسعود، اعلم أبا مسعود ” قال فألقَيت السوط من يدي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اعلم، أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام ” قال، فقلت لا أضرب مملوكا بعده أبدا”

 

وفي موقف آخر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذ سيفا يوم أحد، فقال ” من يأخذ مني هذا؟ ” فبسطوا أيديهم، كل إنسان منهم يقول أنا، أنا، فقال صلى الله عليه وسلم ” فمن يأخذه بحقه؟ ” قال، فأحجم القوم، فقال سماك بن خرشةَ أبو دجانةَ، أنا آخذه بحقه، قال، فأخذه ففلق به هام المشركين” فهؤلاء هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين إلتفوا حول نبيهم صلى الله عليه وسلم، ولقد وصف الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، بلين الجانب لأصحابه فقال فى كتابة الكريم فى صورة أل عمران ” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر ” فكانت الألفة بينه وبين أصحابه من أقوى ما تكون، وهو ما جعل كثيرا من المشركين يتعجبون لهذه الرابطة القوية التي جمعته بأصحابه الكرام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى