مقال

الدكروري يكتب عن إيمان الصحابة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إيمان الصحابة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن القلب مثل الريشه في الفلاه وذلك لخفته وسرعة تأثره بالفتن وهو كالثوب الأبيض يؤثر فيه ادنى أثر وهو كذلك مثل المرآة الصافية يؤثر فيها ادنى شيء، وإن القلب عُرضة للفتن، وإن القلب هدف للشيطان، ولما علم الشيطان أن مدار النجاة على القلب أجلب عليه بالوسواس والشهوات والشبهات وزيّن له الباطل ونصب له المصايد والحبائل حتى يفسد هذا القلب ويجعله بعيدا عن ربه ومولاه غارقا في بحر الفتن، وإن أمراض القلب خفية وإهمالها يؤدي إلى الهلاك مثل الرياء والعجب والكبر والشهرة وغيرها، ويقول الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كنا في الهجرة وأنا ظمآن، فجئت بمذقة لبن فناولتها لرسول الله صلي الله عليه وسلم، وقلت له اشرب يا رسول الله، فيقول أبو بكر رضي الله عنه، فشرب النبي صلي الله عليه وسلم حتى ارتويت، وقيل يوم فتح مكة أسلم أبو قحافة وهو والد أبو أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

 

وكان إسلامه متأخرا وكان قد عمي، فأخذه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه ويبايع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر هلا تركت الشيخ في بيته، فذهبنا نحن إليه فقال أبو بكر،لأنت أحق أن يؤتى إليك يا رسول الله، وأسلم أبو قحافة فبكى أبو بكر الصديق، فقالوا له هذا يوم فرحة، فأبوك أسلم ونجا من النار فما الذي يبكيك؟ فقال لأني كنت أحب أن الذي بايع النبي صلى الله عليه وسلم الآن ليس أبي ولكن أبو طالب، لأن ذلك كان سيسعد النبي صلى الله عليه وسلم أكثر، فسبحان الله ، فرحته رضي الله عنه لفرح النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من فرحته لأبيه، وقيل أنه غاب النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم عن الصحاب الجليل ثوبان خادمه وحينما جاء قال له ثوبان أوحشتني يا رسول الله وبكى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “اهذا يبكيك ؟” قال ثوبان لا يا رسول الله.

 

ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة فنزل قول الله تعالى في سورة النساء ” ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا” وهذا سواد بن عزيّة يوم غزوة أحد واقف في وسط الجيش فقال النبي صلى الله عليه وسلم للجيش “استووا، استقيموا” فينظر النبي صلى الله عليه وسلم فيرى سوادا لم ينضبط فقال النبي صلى الله عليه وسلم “استو يا سواد” فقال سواد نعم يا رسول الله ووقف ولكنه لن ينضبط، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بسواكه ونغز سوادا في بطنه قال استو يا سواد، فقال سواد أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق فأقدني، أي اجعلني أقتص منك، فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه الشريفة وقال اقتص يا سواد، فانكب سواد على بطن النبي صلى الله عليه وسلم يقبلها ويقول هذا ما أردت وقال يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادة.

 

فأحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك، وقيل كان النبي صلي الله عليه وسلم يخطب في مسجده قبل أن يقام المنبر بجوار جذع الشجرة حتى يراه الصحابة، فيقف النبي صلي الله عليه وسلم يمسك الجذع، فلما بنوا له المنبر ترك الجذع وذهب إلي المنبر فسمعنا للجذع أنينا لفراق النبي صلي الله عليه وسلم، فوجدنا النبي صلي الله عليه وسلم ينزل عن المنبر ويعود للجذع ويمسح عليه ويقول له النبي صلي الله عليه وسلم “ألا ترضى أن تدفن هاهنا وتكون معي في الجنة؟؟ فسكن الجذع” بل أين ذهب بلال بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم ؟ وهو بلال أول من رفع الأذان بأمر من النبي صلي الله عليه وسلم، في المسجد الذي شيد في المدينة المنورة، واستمر في رفع الأذان، لمدة تقارب العشر سنوات، فبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ذهب بلال إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، يقول له يا خليفة رسول الله، إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول.

 

“أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله” قال له أبو بكر رضي الله عنه فما تشاء يا بلال؟ قال أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت قال أبو بكر رضي الله عنه ومن يؤذن لنا؟ قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو بكررضي الله عنه بل ابق وأذن لنا يا بلال، قال بلال إن كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له، قال أبو بكر بل أعتقتك لله يا بلال، فسافر إلى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا يقول عن نفسه لم أطق أن أبقى في المدينة بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم، وكان إذا أراد أن يؤذن وجاء إلى “أشهد أن محمدا رسول الله” تخنقه عبرته، فيبكي، فمضى إلى الشام وذهب مع المجاهدين، وبعد سنين رأى بلال النبي صلي الله عليه وسلم في منامه وهو يقول ما هذه الجفوة يا بلال؟” ما آن لك أن تزورنا ؟ فانتبه حزينا، فركب إلى المدينة، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى