مقال

الدكروري يكتب عن وسعت رحمته كل شيء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن وسعت رحمته كل شيء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الله عز وجل أرحم بعباده من الوالدة بولدها، وسعت رحمة ربنا كل شيء، وأحاط بكل شيء علما، وهو أعلم بمصالح عباده منهم، والعبد لجهله بمصالح نفسه يظلمها ويضرها لأنه ظلوم جهول، والرحمة هي إيصال النفع والمصالح وإن كرهتها النفس هذه هي الرحمة الحقيقية ومن رحمة الأب بولده أنه يكره الولد أحيانا على التأدب والتعلم والعمل الطيب ولو بالضرب أحيانا والعقوبة ويمنعه من الشهوات والملذات المحرمة، التي تعود عليه بالضرر ولو بالقوة أحيانا من رحمته بولده، وإذا أهمل ذلك كان غير رحيما حقيقة بولده وإن كان في الظاهر يقول الناس فلان تارك أولاده يفعلون كما يشاءون لم يضربهم أبدا ولم يعاقبهم مطلقا إنه رحيم وهذا غير رحيم فإن الرحيم هو من يحمل أولاده على الطاعة ولو استخدم القوة بحكمة أحيانا هذا هو الرحيم ولذلك يظهر الفرق بين رحمة الأب ورحمة الأم، فإن رحمة الأم أحيانا في إعطاء الولد ما يريد.

 

والضغط على الأب بعدم إكراه الولد أو معاقبته ربما أراد الولد المراهق سيارة يفعل بها المنكرات، ويلح والأب يقف ويقول لا والأم تتوسل إلى الأب أن يسمح، ويعطيه السيارة، هذه رحمة مقرونة بجهل ولذلك كانت الرحمة الحقيقة هي إيصال النفع في الظاهر، إيصال النفع للمسلم، ومنع الضرر عنه، ولو باستخدام الأشياء المؤلمة أحيانا، ولهذا أنت تعلم الآن من هذه النقطة كان من تمام أرحم الراحمين بعباده تسليط أنواع البلاء على العبد فإنه أعلم بمصلحة عبده في ابتلائه، وامتحانه، ومنعه من كثير من أغراضه، وشهواته من رحمته بعبده ولكن العبد لجهله، وظلمه يتهم ربه أنه يبتليه، وأنه يكرهه، ولا ينظر إلى جانب الإحسان الإلهي في هذا الابتلاء والله يحمي عبده المؤمن الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه، أصناف الطعام المشهية تمنعها أنت عن مريضك إذا كانت الحمية هي العلاج وهي شهية جدا، وتمنعه منها والله يحمي عباده المؤمنين المخلصين من الدنيا.

 

كما يحمي أحدكم مريضه كما ورد في الحديث، فمن رحمته بعباده أنه يبتليهم لا بخلا يمنع عنهم الأموال كلا أو يفقر بعضهم بخلا فإنه جواد كريم ماجد غني كريم فمن رحمته أنه ينغص عليهم الدنيا ويكدرها لئلا يسكنوا إليها ولا يطمئنوا بها ولكي يرغبوا إلى النعيم المقيم في الدار الآخرة، فيسوقهم إلى الجنة بسياط الابتلاء والامتحان، فيمنعهم ليعطيهم وابتلاهم ليعافيهم، وأماتهم ليحييهم، وانظروا فإنه يجب أن نتمعن في حكمة الله في خلقه منعهم في الدنيا من بعض الأشياء ليعطيهم في الآخرة عباده المؤمنين وابتلاهم في الدنيا ليعافيهم يوم القيامة، وأماتهم ليحييهم ومن كون بعض الناس لبعضهم فتنة يقول بعض الفقراء لما لم أكن غنيا ويقول الضعيف هلا كنت مثل القوي، ويقول المبتلى هلا كنت مثل المعافى ويجهلون حكمة الله في هذا الابتلاء وقد حصل من جراء الجهل بهذه المسائل أمور عديدة من ظلم البشر لخالقهم، وبلغ الجهل ببعضهم.

 

وهو الجهم بن صفون عليه من الله ما يستحق الملحد الزنديق أنه كان يخرج بأصحابه إلى الجذماء وأهل البلاء ويقول انظروا أرحم الراحمين يفعل مثل هذا؟ ليحملهم على الإلحاد، وهو ينكر رحمة الله كما ينكر حكمته، وقال ملحد آخر ما على الخلق أضر من الخالق وبعض العوام اليوم إذا أصيب بابتلاء قال يا رب ماذا أذنبت حتى فعلت بي كل هذا؟ وإذا ما قاله بلسان المقال فهو يقوله بلسان الحال، وقال ابن القيم رحمه الله “قال لي غير واحد إذا تبت إلى الله، وأنبت وعملت صالحا ضيق عليّ رزقي ونكد عليّ معيشتي وإذا رجعت إلى المعصية وأعطيت نفسي هواها جاءني الرزق والعون والمساعدة وهذا في بعض الحالات يكون صحيحا نعم، ولكن ما هي الحكمة ما هي الفكرة ؟ التي ينبغي أن يفكر بها العبد في هذا؟ قال فقلت له يقول ابن القيم فقلت له هذا امتحان منه ليرى صدقك وصبرك هل أنت صادق في مجيئك إليه؟ وإقبالك عليه؟ فتصبر على بلائه فتكون لك العاقبة.

 

أما أنت كافر به فترجع على عقبك، وهذه فعلا من الأشياء التي يواجهها بعض الذين يدخلون في التمسك بهذا الدين يقولون فقدت الوظيفة بسبب التمسك الدين فقدت مميزات ماليه بسبب التمسك بالدين، فقدت منصبا بسبب لحيتي فقدت منصبا ووظيفة وعملا لأني أنا استقمت عوقبت بحرمان الوظيفة والأموال فيقال له إن هذا من الله لينظر هل أنت ثابت هل مجيئك إليه حقيقي صحيح عن يقين وإيمان أما أنك عند أول هزة ترجع على عقبك ليت الناس يفهمون هذا لو فهم الناس هذا لكفينا شرا كثيرا وهذه الأوهام تنشأ من حسن الظن العبد بنفسه أن إيمانه كامل فلماذا يعاقب؟ فلا إله إلا الله كم فسد بهذا الاغترار من الخلق؟ وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ وصيته للصحابي الجليل أبي ذر بقوله ” أمرنى خليلى صلى الله عليه وسلم بسبع، أمرنى بحب المساكين، أي أمرني أن أضع المساكين في حسباني، وأن أحبهم، وأدنو منهم، فأتفقد أحوالهم، وأسعى في قضاء حاجاتهم، ومراعاة مصالحهم، تخفيفا عليهم من وطأة الفقر، ومشاركة لهم في هموم المسغبة، وثقل المتربة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى