مقال

الدكروري يتكلم عن الخيانة الزوجية 

جربدة الاضواء

الدكروري يتكلم عن الخيانة الزوجية

بقلم / محمــــد الدكــــروري

 

سمعنا من كام يوم علي السوشيال ميديا عن راجل جري ورا مراته في الشارع وضربها حتي ماتت وكان بيقول لكل من يتعرض له انها خانتني مع عيل صغير من دور ولادها وهنا في سؤال إيه اللي وصلنا للمرحله دي ؟ فلقد اهتم الإسلام اهتماما بالغا بالأسرة، وذلك لأنها اللبنة الأولى في بناء المجتمع الذي يتكون من مجموعة أسر، والأسرة تتكون من مجموعة أفراد، فالمجتمع المسلم كالبناء الذي يتكون من الأساس واللبنات، وبقدر قوة الأساس وقوة اللبنات وتماسكها وانتظامها يكون البناء صرحا شامخا وحصنا منيعا ولذا شبه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المجتمع المسلم بالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا وبالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ولكن هذا لا يتحقق إلا إذا وجدت الأسرة المسلمة المتعاونة المتماسكة ذات الجو الأسرى الرشيد والبيت الإسلامي السعيد.

 

ويكثر التساؤل هذه الأيام عن كيفية اختيار الزوجة أو الزوج في عصر كثرت فيه المفاهيم واختلطت فيه القيم، وليس غريبا أن نجد مثل هذا التساؤل في الوقت الذي يتربى فيه أبناء المسلمين في عالم أصبح مترابطا لهيمنة وسائل الإعلام والاتصالات، وما تبع ذلك من إحتكاك ثقافي بين الأمم والشعوب، ومهما يكن ينبغي علينا أن نبقى قريبين من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم حتى لا تتفرق بنا السبل عن سبيله فنتيه في خضم الأفكار الناشئة بعيدا عن الهدي الإلهي ونوره المبين فإن ضغوط الحياة والعمل ربما تأخذ الزوج من زوجته وتصرفه تماما عن الاعتناء والاهتمام بها، ولكن الاهتمام ليس فقط المقصود منه أن يجلس إلى جوارها طوال النهار أو يمدح صفاتها دون توقف، إنما فقط مجرد الرأفة بحالاتها إذا مرت بموقف محزن، والوقوف إلى جوارها إذا كانت فى ظرف مرضى.

 

والالتفات لها إذا تفوهت باحتياجاتهما وعدم التقليل والتحقير من طالباتها العاطفية ، فربما تكون بأمس الحاجة لها، وأنا هنا وفي هذا الموضوع عندما أتحدث عن هذا الأمر إنني لا أقصد شخصا بعينه، أو أسرة بذاتها أو مجتمعا محددا ولكنني أتحدث عن هذا الموضوع بصفته ظاهرة عالمية في كل الدنيا تحدث وطالما هي كذلك إذن لا أرى أي ضرر أو مشكلة في مناقشتها بأسلوب علمي سليم وإبداء الأسباب والمسببات التي تدعو إلى ذلك وجميعنا يعرف بأن هذه الظاهرة قديمة قدم الحياة نفسها ومنذ وجود الإنسان الأول إذن هي ليست خافية على أحد من الناس خصوصا إذا عرفنا بأنها قد جاءت في القرآن الكريم كتاب الله المطهر، ولكن أسبابها قد يجهلها الكثير من الناس، وأن كانت تختلف هذه الأسباب من مجتمع إلى آخر، ولكن تبقى هناك أسباب مشتركة بين كل مجتمعات الدنيا، كما أن هناك أسبابا تنفرد بها مجتمعات عن مجتمعات أخرى كما أسلفت.

 

والخيانة الزوجية التي تحيل السعادة إلى حزن وشقاء، والمودة والرحمة إلى كراهية وبغضاء، والاستقرار إلى شقاق ونزاعات يترتب عليها ضياع الأسرة، وضياع الأولاد من ورائها، وإن هذه الجريمة النكراء قد كثرت في زماننا بين الأزواج والزوجات، وذلك بسبب ضعف الوازع الديني، وقلة خشية الله عز وجل في القلوب، بالإضافة إلى وجود وسائل الاتصالات الحديثة مثل التليفونات المحمولة، والإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، كل ذلك له أكبر الأثر في شيوع هذه الجريمة، وكثرة وقوع الأزواج فيها، والخيانة الزوجية من الظواهر الاجتماعية التي عرفها المجتمع البشري في مختلف العصور، وإن اختلف مفهوم الخيانة اختلافات طفيفة بين ثقافة وأخرى وبين زمن وآخر، إلا أن جوهر القضية يبقى هو ذاته، شريك يخل بالتزام الوفاء والإخلاص الذي يربطه مع شريكه الآخر، ويخضع مفهوم الخيانة الزوجية إلى وجهات نظر عديدة.

 

تتأثر بشكل أو بآخر بثقافة المجتمع وعاداته من جهة وبسمات الفرد الشخصية ومنطلقاته الفكرية من جهة أخرى، حيث يرى البعض أن الخيانة الزوجية لا بد أن تنطوي على علاقة عاطفية أو جنسية خارج الزواج، فيما يرى آخرون أن مجرد الانجذاب إلى أى شخصية مشهورة يعتبر خيانة زوجية، وفي ضوء هذا الاختلاف في وجهات النظر يمكن القول أن الخيانة الزوجية هي إخلال بما تعاهد عليه الشريكان مسبقا في ضوء معرفتهما ببعضهما، فإن كان الزوج مثلا يعلم أن زوجته تعتبر إبداء الإعجاب بنجمات السينما ضربا من ضروب الخيانة فهي كذلك في علاقتهما، والعكس صحيح، فالخائن هو من يأتي أو تأتي بفعل يعتبره الطرف الآخر بالعلاقة خيانة زوجية، مهما كانت درجة هذا الفعل أو طبيعته، والخيانة في حقيقة الأمر لا تقتصر على شخص واحد فقط ولا يمكن أبدا أن نجيرها مثلا للرجل دون المرأة ولا لامرأة دون رجل خصوصا.

 

وأنها تتم برضا الطرفين وموافقتهما، فلا يمكن أن نقول بأن الرجل أكثر خيانة من المرأة والعكس صحيح وذلك لسبب بسيط جدا وهو أن أي خيانة في الدنيا تكون بطلها رجل وامرأة معا فلن تحدث خيانة برجل دون امرأة ولا بامرأة دون رجل، فلو غاب أحدهما لم تكن هناك خيانة على الإطلاق، وهى ظاهرة اجتماعيه سلبيه موجوده في مختلف المجتمعات الانسانيه ولكنها تختلف من مجتمع لاخر حسب التظم والسنن الاخلاقيه المفروضه، وتنشأ لوجود خلل ما في العلاقة الطبيعيه التي تربط بين الازواج بسبب بعض السلبيات او التأثير الخارجي للثقافات والحضارات، فتؤدي الى زعزعة نظام الاسري وتفككه نتيجه للصراع القائم بين افراده، وقد تنشى الخيانه الزوجيه بسبب الاختلاط المستمر والدائم في بعض الأماكن بين الرجل والمرأة وقضائهما لوقت ليس بالقصير مع بعضهما البعض وقد يكون اللقاء رسميا في بداية الأمر وقد يطول ذلك.

 

ولكن يأتي يوم ويشتكي هذا وتشتكي تلك من ظروف الدهر وأمور الحياة ومن ثم يتعاطف هذا ويتعاطف ذلك ويحصل التبادل في الحديث الشخصي والرأي والمشورة فيميلون إلى بعضهم البعض بشعور وربما بدون شعور من كليهما ويشعران بأن كلا منهما وجد ما ينقصه عند الآخر أو على الأقل يخيل له ذلك، وقد لا تمكنها ظروفها من الالتقاء شرعا لأسباب كثيرة بعضها ظاهرة ومعروفة وبعضها غير ذلك فتحدث الكارثة من قبل الطرفين لإشباع رغبة في نفسية كل منهما لا يستطيعان كما أسلفت إشباعها بالطرق المشروعة، وللأسف أن هناك الكثير من الناس لديهم الرغبة دائما بالحصول على ما في أيدي الغير فهم يتعاملون في حياتهم بمبدأ كل ممنوع مرغوب ولهذا فهؤلاء البشر دائما ما يلجؤون إلى هذه الصفة الممقوتة تلبية لنداء غرائزهم الشهوانية ورغباتهم النفسية الجامحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى