مقال

الدكروري يكتب عن جرعات الثقافة الإسلامية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن جرعات الثقافة الإسلامية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الأبناء إذا صلحوا كانوا قرة عين لوالديهم في الدنيا وسببا لإيصال الأجر لهم بعد موتهم، ولو لم يأتي الوالدين من ذلك إلا أن يكفي شرهم ويسلم من تبعتهم، فيجب علينا أن نعتنى بأبنائنا وبناتنا، ولنبذل الجهد قدر الاستطاعة، وربك حكيم عليم يهدي من يشاء، ويضل مَن يشاء، لكن على العبد بذل السبب، عليه القيام بالواجب، عليه أن يطهر بيته مما يخالف شرع الله، وكيف يطمع في صلاح الأبناء والبنات من ترك البيت لا خير فيه، أو أدخل فيه المعاصي والفجور والمجون وشرب المسكرات والعياذ بالله، وترويج المخدرات، والجلوس مع من لا خير فيهم، ومن هم أهل الشقاء والبلاء؟ فاحذر أيها الأب تلك الأمور السيئة، فطهر بيتك ومجتمعك، وطهر مجالسك من السوء، لينشأ الأولاد والبنات على هذه العفة والصيانة والكرامة، ويا أيتها الأم المسلمة، ربي البنات التربية الصالحة، ربيهن على الأخلاق، ربي بناتك تربية صالحة.

 

أعديهن للمستقبل الطيب، وربيهن على الأخلاق والمكارم، وأبعديهن عن السوء والسفور وما لا خير فيه، وحذروا الأولاد والبنات من بعض القنوات الفاجرة الظالمة التي تنشر السوء والفساد، وتحارب الأخلاق والفضيلة، وتبعد الأمة عن دينها وعن أخلاق إسلامها، فلنتق الله في أنفسنا، ولنتق الله في أولادنا، ولنتعاون جميعا على البر والتقوى، وإحرص أخي المسلم على لم شمل الأسرة بإصطحابهم إلى الحدائق أو الملاهي أو الأماكن الممتعة، وكذلك إحرص على تناول وجبات الطعام معهم، وأيضا أظهر فخرك به أمام أعمامه وأخواله وأصدقائه فهذا سيشعرهم بالخجل من أخطائهم، وأيضا اصطحبه في تجمعات الرجال وجلساتهم الخاصة بحل مشاكل الناس، ليعيش أجواء الرجولة ومسؤولياتها فتسمو نفسه، وتطمح إلى تحمل المسؤوليات التي تجعله جديرا بالانتماء إلى ذلك العالم، وأيضا شجّعه على ممارسة رياضة يحبها.

 

ولا تفرض عليه نوعا معينا من الرياضة، واقترح عليه عدة هوايات، وشجّعه على القراءة لتساعده في تحسين سلوكه، وكذلك كافئه على أعماله الحسنة، وتجاهل تصرفاته التي لا تعجبك، وتحاور معه كأب حنون وحادثه كصديق مقرب، واحرص على أن تكون النموذج الناجح للتعامل مع أمه، وقم بزيارته بنفسك في المدرسة، وقابل معلميه، وأبرز ما يقوله المعلمون عن إيجابياته، وكذلك اختيار الوقت المناسب لبدء الحوار مع الشاب، ومحاولة الوصول إلى قلب المراهق قبل عقله، وأيضا الابتعاد عن الأسئلة التي إجاباتها نعم أولا، أو الأسئلة غير الواضحة وغير المباشرة، وكذلك العيش قليلا داخل عالمهم لنفهمهم ونستوعب مشاكلهم ومعاناتهم ورغباتهم، أما مظاهر السلوك المزعج، فهي نشاط حركي زائد يغلب عليه الاضطراب والسلوكيات المرتجلة، واشتداد نزعة الاستقلال والتطلع إلى القيادة، وتعبير المراهق عن نفسه وأحاسيسه.

 

ورغباته بطرق غير لائقة من الصراخ، الشتم، السرقة، القسوة، الجدل العقيم، التورط في المشاكل، والضجر السريع، والتأفف من الاحتكاك بالناس، وتبرير التصرفات بأسباب واهية، والنفور من النصح، والتمادي في العناد، وأما مدخل العلاج فهو تبصير المراهق بعظمة المسؤوليات التي تقع على كاهله وكيفية الوفاء بالأمانات، وإشغاله بالخير والأعمال المثمرة البناءة، وتصويب المفاهيم الخاطئة في ذهنه، ونفي العلاقة المزعومة بين الاستقلالية، والتعدي على الغير، وتشجيعه على مصاحبة الجيدين من الأصدقاء ممن لا يحبون أن يمدوا يد الإساءة للآخرين، وإرشاده لبعض الطرق لحل الأزمات ومواجهة عدوان الآخرين بحكمة، وتعزيز المبادرات الإيجابية إذا بادر إلى القيام بسلوك إيجابي يدل على احترامه للآخرين من خلال المدح والثناء، والابتعاد عن الألفاظ الاستفزازية والبرمجة السلبية وتجنب التوبيخ قدر المستطاع.

 

وإن تعرض المراهق إلى سلسلة من الصراعات النفسية والاجتماعية المتعلقة بصعوبة تحديد الهوية ومعرفة النفس يقوده نحو التمرد السلبي على الأسرة وقيم المجتمع، ويظهر ذلك في شعوره بضعف الانتماء الأسري، وعدم التقيد بتوجيهات الوالدين، والمعارضة والتصلب في المواقف، والتكبر، والغرور، وحب الظهور، وإلقاء اللوم على الآخرين، التلفظ بألفاظ نابية، وإن غياب التوجيه السليم، والمتابعة اليقظة المتزنة، والقدوة الصحيحة يقود المراهق نحو التمرد والإنحراف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى