مقال

الدكروري يكتب عن تصدق بعدل تمرة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تصدق بعدل تمرة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الله عز وجل يجزي العبد المسلم بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وإلى أضعاف كثيرة، وما كان عطاء ربك محظورا، انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا، فإن العبد إذا استجاب لداعي الخير فسارع إليه، وسبق الناس فيه فإنه يفوز من الله الكريم بمنح كريمة، وعطايا جزيلة، وأجور عظيمة، وبذلك يكون مستجيبا لله والرسول، فيجازى على ذلك بالحياة الطيبة الكريمة، والأمن من أن يحال بينه وبين قلبه، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال “لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها” وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “اليد العليا خير من اليد السفلى” والعليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة.

 

وقال صلى الله عليه وسلم “الأيدى ثلاثة، فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه أي مهره حتى تكون مثل الجبل” رواه البخارى ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول “والذي نفسي بيده ما من عبد يتصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيبا، ولا يصعد إلى السماء إلا طيب إلا كأنما يضعها في يد الرحمن فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه، حتى أن اللقمة لتأتي يوم القيامة وإنها لمثل الجبل العظيم” ثم قرأ قول الحق سبحانه وتعالى من سورة التوبة.

 

” ألم يعلموا أن الله يقبل التوبة عن عبادة ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم” فأنفقوا من مال الله الذي آتاكم وجعلكم مستخلفين فيه لينظر كيف تعملون، فأنفقوا من طيبات ما كسبتم، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون، فلن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما نقص مال من صدقة” وفيه أيضا عن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف” وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

 

“قال الله تعالى أَنفق يا ابن آدم أنفق عليك” رواه مسلم، وعن عدى بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه ثلاث مرات، ثم قال “اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة” ففي هذا الحديث أن الصدقة تقي من النار ولو كانت تمرة واحدة أو بعض تمرة، أو كلمة طيبة إذا لم يجد الرجل أكثر منها، وقد رويت آثار عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في فضل الصدقة، منها “أنها تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وتسد سبعين بابا من السوء، وأن البلاء لا يتخطى الصدقة، وأنها تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء، وأنها لتطفئ عن أهلها حر القبور” وصح عنه صلى الله عليه وسلم قوله “كل امرئ فى ظل صدقته يوم القيامة حتى يُقضى بين الناس” فكان أبو الخير راوي الحديث لا يخطئه يوم لا يتصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة.

 

وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال “إن الصدقة لتطفئ غضب الرب” وقال إنها حجاب من النار لمن احتسبها يبتغي بها وجه الله عز وجل، وقال “تصدقوا فإن الصدقة فكاك من النار” فتصدقوا بما تجدون فإن خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى نفس من المتصدق، ولو كان جهد مقل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اتقوا النار ولو بشق تمرة” وقال لامرأة من الأنصار سألته عن المسكين يقف ببابها لا تجد ما تعطيه “إن لم تجدي إلا ظلفا محرقا فادفعيه إليه في يده” وفي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا نساء المسلمين لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة” وفيهما أيضا قال صلى الله عليه وسلم “ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدا يأخذها منه” فبادروا بالصدقة قبل أن يحال بينكم وبينها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى