مقال

الدكروري يكتب عن شهر رمضان والإعجاز القرآني ” جزء 3″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن شهر رمضان والإعجاز القرآني ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكــروري

 

ونكمل الجزء الثالث مع شهر رمضان والإعجاز القرآني، حتى بدايات الحركة والحياة ، قبل الخروج إلى العالم وأما قوله تعالى كما جاء فى سورة الزمر ” يخلقكم فى بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق فى ظلمات ثلاث” فعلم الأجنة هذا العلم لم يكن معروفا قبل القرن التاسع عشر، وقد أثبت العلم الحديث، أن هناك ثلاثة أغشية تحيط بالجنين، وهى أولا الأغشية الملتصقة التي تحيط بالجنين وتتألف من الغشاء الذى تتكون منه بطانة الرحم، والغشاء المشيمى والغشاء السلي، وهذه الأغشية الثلاث تشكل الظلمة الأولى لالتصاقها ببعضها، ثانيا جدار الرحم، وهو الظلمة الثانية، ثالثا جدار البطن، وهو الظلمة الثالثة، ومن الآيات التي تدل على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم أيضا قول الله تعالى” والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم” فقد أثبت العلم الحديث أن الشمس تسير بسرعة 43200 ميل في الساعة.

 

وبما أن المسافة بيننا وبين الشمس اثنين وتسعين مليون ميل، فإننا نراها ثابتة ، لا تتحرك وقد دهش بروفيسور أمريكي لدى سماعه تلك الآية القرآنية وقال إنى لأجد صعوبة بالغة فى تصور ذلك العلم القرآنى الذي توصل إلى مثل هذه الحقائق العلمية التي لم نتمكن منها إلا منذ عهد قريب، وفى قوله تعالى كما جاء فى سورة فصلت ” ستريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق” فهذه الآيات التي سيريها الله لعباده، لا تقتصر على فترة زمنية واحدة، ولا على جيل واحد من الأجبال، بل إنها تشمل جميع الأزمان، وجميع الأجيال، في دلالة واضحة، على أن القرآن الكريم حق من عند الله تعالى، وعطاءه لكل الأجيل القادمة، فالمقصود بالإعجاز العلمى للقرآن الكريم هو إخباره عن حقائق علمية لم تكن معروفة للبشرية يوم نزول القرآن على نبينا صلى الله عليه وسلم، ولم يكتشف العلم هذه الحقائق إلا في وقتنا الحاضر.

 

وهذا الإعجاز العلمي يعتبر دليلا أيضا على أن محمد صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله تعالى، وأن ما نطق به من حقائق علمية على أن محمد صلى الله عليه وسلم كان أميّا لا يقرأ ولا يكتب دليل واضح على صدق نبوته ورسالته، وأن القرآن كتاب الله الحق، فكثير من الناس فى وقتنا الحاضر يحتاج إلى الإقناع العلمى ليتم إسلامهم وتطمئن قلوبهم إذ تقدمت فيه العلوم تقدما أذهل الكثير من الناس، وزلزل عقائد ضعاف الإيمان، وظن هؤلاء أن العقل أصبح قادرا على كل شيء، وكان جديرا بهؤلاء ،أن يزداد يقينهم بالله تعالى، عن طريق هذه الاكتشافات فما العلم إلا وسيلة من الوسائل المهمة التي تعمق الإيمان بالله تعالى، وما دامت القناعة المبنية على الحقائق العلمية هي اليوم من أكثر القناعات فاعلية للتحقق من هذا اليقين، وما دام القرآن يمنحنا هذا القدر الكبير المعجز من هذه الحقائق.

 

التي أخذت تظهر كل يوم فلم لا نتحرك على ضوء الإعجاز العلمى الموجود فى القرآن الكريم والسنة، لإنقاذ هذا الإنسان المعاصر من أزمته بفقدان اليقين؟ فإن هناك الكثير والكثير من الآيات من كتاب الله الكريم، والتى تدلل على الاعجاز العلمى فى القرآن العظيم فمن الآيات التى تدل على الإعجاز العلمى للقرآن، وقول الله تعالى كما فى سورة يس ” وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون” وقوله تعالى كما جاء فى سورة الملك ” ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح” فحسبما تشير إليه الآيتان الكريمتان فإن الكون غارق في الظلام الداكن، وإن كنا فى وضح النهار على سطح الأرض، ولقد شاهد العلماء الأرض، وباقى الكواكب التابعة للمجموعة الشمسية مضاءة في وضح النهار، بينما السموات من حولها غارقة في الظلام، فمن كان يدرى أيام رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أن الظلام هو الحالة المهيمنة على الكون ؟

 

وأن هذه المجرات، وتلك النجوم ليست إلا مصابيح صغيرة واهنة،لا تكاد تبدد ظلام الكون الدامس المحيط بها، فبدت كالزينة، والمصابيح لا أكثر؟ ثم ننتقل إلى آية أخرى، من آيات الاعجاز العلمي في القرآن، وهى قول الله تعالى كما جاء فى سورة النمل ” وترى الأرض تحسبها جامده وهى تمر مر السحاب صنع الله الذى أتقن كل شئ” فكلنا يعلم أن الجبال ثابتات في مكانها، ولكننا لو ارتفعنا عن الأرض بعيدا عن جاذبيتها، وغلافها الجوى، فإننا سنرى الأرض تدور بسرعة هائلة مائة ميل في الساعة، وعندها سنرى الجبال وكأنها تسير سير السحاب، أى أن حركتها ليست ذاتية، بل مرتبطة بحركة الأرض، تماما كالسحاب الذى لا يتحرك بنفسه، بل تدفعه الرياح، وهذا دليل على حركة الأرض، فمن أخبر رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم بهذا ؟ أليس الله العلي العليم ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى