مقال

الدكروري يكتب عن أكثروا من الاستغفار

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أكثروا من الاستغفار

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن من مقومات نهضة الأمم والمجتمعات، ودعائم تشييد الأمجاد والحضارات، تكمن في العناية بقضية غاية في الأهمية،هى قضية هي أساس البناء الحضاري، ومسيرة الإصلاح الاجتماعي، إنها قضية القيم الأخلاقية، والآداب المرعية، والأذواق الراقية العلية، فالأخلاق والقيم في كل أمة هو عنوان مجدها، ورمز سعادتها، وتاج كرامتها، وشعار عزها وسيادتها، وسر نصرها وقوتها، وإن قضية القيم المزهرة، والشيم الأخاذة المبهرة، التي أعتقت الإنسان من طيشه وغروره إلى مدارات الحق ونوره، ومن أوهاق جهله وشروره، إلى علياء ذكائه وحبوره لهي جديرة بالتذكير والعناية، والاهتمام والرعاية، ويقول ابن عمر رضى الله عنهما “كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول رب اغفر لي وارحمني وتب علي”

 

وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فأكثروا من الاستغفار، والزموا الاستغفار، واعلموا أنه سبب لرفعة الدرجات، ولتكفير السيئات، ولزوال الهموم والغموم، ولحصول السعادة، ولدخول الجنة، وللنجاة من النار، وإن السعادة ليست في الشهرة فالبعض كذلك يظن أن السعادة في الشهرة وهذا أيضا ظن خاطئ، إذ أن الشهرة تكون في غالب الأحيان سبب الشقاء والتعاسة, تقول إحدى الممثلات الشهيرات قبل انتحارها وهي تنصح المرأة احذري الشهرة، واحذري كل من يخدعك بالأضواء، إنني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أمّا، إنني امرأة أفضل البيت والحياة العائلية على كل شيء، إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، لقد ظلمني كل الناس، إن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة.

 

فالشهرة لذة لا تقابلها لذة أن تكون مشهورا ومعروفا بين الناس، يقدمك الناس في المجالس ويمدحون نتاجك ولكن كثيرا من المشاهير كانت حياتهم كئيبة وانتهت بالانتحار فمن المعلوم أن ديل كارنجي صاحب كتاب دع القلق وابدأ الحياة وهو الكتاب المفيد الممتع الجميل أنهى حياته منتحرا فقد قال للإنسان دع القلق وابدأ الحياة، وانتحر وهو صاحب أروع الكتب في فن التعامل مع الناس وصاحب أكثر الكتب مبيعا في العالم، حيث بيعت ملايين النسخ من كتبه، وترجمت إلى أكثر اللغات العالمية، فهو صاحب كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس ؟ وقد وضع قواعد رائعة في كيفية طرد القلق والانطلاق في الحياة العامة بكل سعادة وثقة ولكن كل ذلك لم يمنع القلق من أن يسيطر على حياة كارينجي ، فعصفت الكآبة بحياته، وسادت التعاسة والشقاء أيامه.

 

فقرر هو أيضا التخلص من حياته عن طريق الانتحار، فإن الشعور بالامتنان يشجّع على ممارسة تمارين الامتنان بشكل يومي، ويكون هذا التمرين بإدراج مجموعة من الأمور والأشياء التي تسبب الشعور بالسعادة والامتنان، الأمر الذي سيزيد مستوى السعادة، ويقلل الشعور بالحزن واليأس، وتعد الشكوى والتذمر المستمر من الأشياء التي تؤثر على الصحة الجسدية والعقلية، في حين أن المسامحة والعفو عن الآخرين هي من أهم الطرق التي تقلل من الحزن والشعور بالاستياء، وإن الرياضة واتباع نظام غذائي صحي تساعد على الشعور بالسعادة، حيث تساعد على إفراز هرمونات الإندروفين والتي تزيد من طاقة اللجسم، لذا يجب الاستمرار في ممارسة الرياضة، للحصول على الفائدة المرجوة منها، ومحاولة خلق الدافع للخروج إلى النادي الرياضي.

 

أو العمل على ممارسة الرياضة في الخارج عدة مرات في الأسبوع، هذا إلى جانب أن تناول الطعام الصحي يساعد على تزويد الجسم بالمواد الغذائية الصحية، والشعور بالتحسن والنشاط خلال اليوم، وكذلك ومن الأمور التي تساعد على ذلك اكتشاف الأهداف، ووضع خطة لتحقيقها، بالإضافة إلى معرفة المجالات المراد ترك أثر إيجابي فيها إذ إن الجميع يريد الشعور بأنه مصدر للأمور الإيجابية، لكن دون معرفة المجال الذي يستطيع ترك الأثر فيه، ويُعد بناء علاقات اجتماعية جيدة ذات معنى من الأمور التي تساعد على الشعور بالسعادة، حيث إن مشاركة الآخرين في إنجاز الأمور، تزيد من درجة الاستمتاع، كما يمكن تعزيز وتقوية العلاقات من خلال إظهار اللطف والامتنان للأشخاص الذين يبدون اهتمامهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى