مقال

الدكروري يكتب عن الحصن من الشيطان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحصن من الشيطان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ذكر الله تعالى حصن من الشيطان، فقال صلى الله عليه وسلم “إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها” إلى أن قال وآمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله” وعن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول “إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت، فإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء”

 

فنقول دائما بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، فإن ذكر الله تعالى من أعظم الأعمال الصالحة، وهي يسيرة على من وفقه الله سبحانه، وهي سبيل التجارة الرابحة، وهو التجارة التي تنفع صاحبها، وتنجيه في الدنيا والآخرة، فذكر الله تعالى سبيل المسلمين لشكر الله تعالى، وتذكر لنعم المولى سبحانه، والإقرار بفضل الله العليم الحكيم على عباده الفقراء إليه عز وجل، وذكر الله الكريم هو العبادة التي أمرنا الله تعالى بالإكثار منها، والسعي إلى ملازمتها، وهو أيسر العبادات، ويستطيع المسلم ذكر الله تعالى في كل وقت بلا مشقة، وينال من فيض هذا الأجر نعما كثيرة، ويكفي أجرا، ويكفي شرفا أنه إذا ذكر المسلم الله تعالى ذكره الله سبحانه.

 

وهو شرف لو تدبره المسلم ما فارقت شفتاه ذكر الله ذي الجلال والإكرام، فيقول الله تعالى “فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون” وقال معاذ بن جبل “ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله” وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم أن من ذكر الله تعالى خاليا ففاضت عيناه من الدمع هو أحد السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه مُعلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله.

 

ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه” وفي رواية “ورجل مُعلق بالمسجد، إذا خرج منه حتى يعود إليه” رواه مسلم، فعلينا جميعا الإكثار من ذكر الله تعالى، وملازمة الأذكار الشرعية، المطلقة والمقيدة، واستثمار كل وقت لنيل الأجر العظيم، فعند الذهاب للعمل يكثر المسلم من ذكر الله تعالى في طريقه، فيقوم بالتسبيح والتحميد، والتهليل والتكبير والاستغفار، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعند ذهاب المسلم للجامعة، وعند السير في الطرقات، وفي وسائل المواصلات، وتذكير الغير بفضل ذكر الله تعالى، وحثهم على ذلك، وتنشئة الأبناء على حب ذكر الله تعالى منذ نعومة أظفارهم، والمثابرة على تعليمهم فضائل الذكر، وعواقبه العظيمة، ولكن لماذا نكثر الأذكار للملك الغفار؟

 

وهو لأننا أصحاب أخطاء، فلقد خلق الله الناس جميعا مخطئين، ولا تكون العصمة لأحد من الخلق إلا من عصمه الله من أنبيائه ورسله ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون” رواه الترمذى، وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال ” الإثم حواز القلوب، وفي رواية ” حواز الصدور” وفي رواية “ما كان من نظرة فللشيطان فيها مطمع، والإثم حواز القلوب” والذنوب وكثرة الأخطاء تميت القلب وتقسيه، فلزم العلاج، والعلاج الشافي الكافي للقلب هو إدامة ذكر الله عز وجل، وكثرته، والمواظبة عليه، ويقول تعالى “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” أي حقيق بها وحري ألا تطمئن لشيء سوى ذكره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى