مقال

عودة الشرق بين الثقافة والحضارة الجزء الثالث والأخير

جريدة الاضواء

عودة الشرق بين الثقافة والحضارة الجزء الثالث والأخير

 

بقلم د/مصطفى النجار

 

أولم يجد ذكور شبابنا ما يقتبسه سوى تسريحة الشعر و إطالة بعضه وتقصير الأخر ولفه من الخلف وتضفيره ، ما هذا ، أو كتب علينا أن نضيف لتخلفنا العلمى السطحية والميوعة.

 

وبدل أن نقتبس مقومات الحضارة من علم وتقنية وإنتاج ، تسارعنا فى إهلاك أنفسنا بأمراض الثقافة الغربية نظنها الحل ، ولا ندرى أنها الفناء المنتظر لهويتنا وديننا ووجودنا.

 

لقد اقتبس اليابانيون والصينيون وغيرهم من علوم الحضارة الغربية حتى أصبحوا على مشارف نهضة عظمى ، دون ان يغيروا ثقافتهم وقيمهم و معتقداتهم.

 

وعلينا فى الشرق العربى والإسلامي أن نحذوا حذوهم ، فنقتبس من الغرب ما ينفعنا من حضارتهم ، أما ثقافتهم فنحن أزهد الناس فيها ، ولا بأس ان نقتبس منها ما يتوافق مع ثقافة ربانية ، صاغها القرآن وغرس ملامحها فى نفوسنا وقلوبنا محمد صلى الله عليه.

 

نهضنا حين كانت تلك الثقافة فاعلة فى مشاعرنا موجهة لسلوكنا ، تغرس فينا حب الخير والجمال ، وتجعل العلم معيارا للارتقاء مع الإيمان ” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ” (المجادلة-11) ، ولا سبيل لنهضتنا الا بتفعيلها فى نفوسنا من جديد ، أما أن نستبدلها بغيرها فذلك الخسران والفناء لأمة قادت البشرية يوما ما.

 

أما الحضارة فنحن مطالبون باقتباس علومها وتقنياتها ، لنحيى أمة شقى الشرق العربى والاسلامى بغيابها عن الصدارة والقيادة حتى اصبح كالأيتام على موائد اللئام ، وخسرت البشرية الكثير بانحطاطها.

 

و لنجاح ذلك الاقتباس لابد من خطة استراتيجية قومية شاملة تتلخص ملامحها فى التالى:

 

● تحديد ما نحن بحاجة ملحة اليه ، وما يمكننا اقتباسه فى ضوء الإمكانيات المتاحة.

 

● تحديد ما يعود اقتباسه على اقتصادنا بأعظم النفع.

 

● توفير العوامل المساعدة للتنفيذ من تعلم اللغات وترجمة العلوم الغربية للعربية ، والاستفادة من العلماء بالداخل ، و طيورنا المهاجرة بالخارج من العلماء النابهين والمتخصصين والفنيين فى مشروع عربى قومى.

 

لصناعة نهضة عظمى للعالم العربى والاسلامى ، قائمة على المعرفة والعلم والإيمان ، العلم التقنى الذى يتناول التطبيقات الحديثة لبناء مجدنا الحضارى ، والإيمان الذى تتشكل على أساسة ثقافتنا الربانية ، ليكون الإيمان مرشدا وهاديا لحضارتنا ، يقودها لما فيه خير البشرية ، وفى القلب من هذا المشروع الحضارى مصرنا الحبيبة ، التى يحاولون عبثا محاصرتها وضربها فى مقاتلها ، ولن يفلحوا برعاية الله لها ثم بفضل المخلصين من أبنائها.

 

وكل عام وحضراتكم بخير.

تحياتى وتقديرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى