مقال

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن زيد الأنصاري ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن زيد الأنصاري ” جزء 2″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع عبد الله بن زيد الأنصاري، وقد قال فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بما رأيت فقال، إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فإنه أندى صوتا منك قال فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال فسمع ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في بيته فخرج يجر رداءه يقول والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي أري ” أى مثل الذى رآه ” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد ” رواه أحمد، فقد قيل كانت هناك فترة سنة واحدة كانت بين فرض الصلاة ويوم ظهور الأذان في الإسلام على أقل تقدير، وخلال تلك السنة التي صلى فيها المسلمون بلا أذان، فكانوا يعرفون وقت صلاتهم حسب الشمس.

 

حتى جاء عبدالله بن زيد الأنصاري بفكرة حول إيجاد علامة تجعل المسلمين يعرفوا وقت صلاتهم، ولكن هل كان عبدالله بن زيد هو صاحب فكرة الأذان في الإسلام ؟ فيل أنه لرجوع لأصل ظهور الأذان في الإسلام فقد كان بسبب رؤيا رآها عمر بن الخطاب وبعده بعشرين يوما رآها عبدالله بن زيد، وهذا يجعل المسألة منقسمة بين عمر بن الخطاب وعبدالله بن زيد الأنصارى وإن خلاصة الأصل لهذا الموضوع هو أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، هو أول من عرف الأذان في الإسلام لكنه لم يخبر به أحد بسبب الحياء حيث أن الوحي لم ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، فاستحى من ذلك خشية أن يقال أنه قام بمقام الوحي، أما الصحابى عبدالله بن زيد رضى الله عنه.

 

فهو أول من تكلم عن الرؤيا التي رآها وكان الدافع الأهم الذي كان يحيط بالرسول صلى الله عليه وسلم بشأن الطريقة التي يتجه المسلمين بها إلى صلاتهم، وتوضح رواية بن إسحاق تفاصيل ذلك حيث يروي عن أبي عمير بن أنس أنه قال لقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم، للصلاة كيف يجمع الناس لها؟ فقيل له انصب راية عند حضور الصلاة فإذا رأوها آذن بعضهم بعضا، فلم يعجبه ذلك، قال فذكر له القنع يعني الشبور وزياد شبور اليهود، فلم يعجبه ذلك، وقال صلى الله عليه وسلم “هو من أمر اليهود” قال فذكر له الناقوس، فقال صلى الله عليه وسلم “هو من أمر النصارى” وقد انصرف الصحابى عبد الله بن زيد وهو مهتم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأي الأذان في منامه.

 

قال فغدا على النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال له يا رسول الله إني لبين نائم ويقظان إذ أتاني آت فأراني الأذان، قال وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوما، قال ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له “ما منعك أن تخبرني؟ فقال، سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال صلى الله عليه وسلم “يا بلال، قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله، قال، فأذن بلال، قال أبو بشر، فأخبرني أبو عمير أن الأنصار تزعم أن عبد الله بن زيد لولا أنه كان يومئذ مريضا، لجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا ففرح صلى الله عليه وسلم، بهذه الرؤيا فرحا شديدا، وحمد الله عليها، وقد اشتهر بلال بن رباح بلقب مؤذن الرسول.

 

وجاءت صلته بالأذان في كل كتب السيرة والتاريخ وقد أفرد بن اسحاق فصلا كاملا عن أذانه في فتح مكة وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، غير أنه لم يكن سببا في ظهور ما تلقب به، وعلة ذلك هو حسن الصوت، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعبدالله بن زيد “اخرج مع بلال إلى المسجد فألقها عليه، ولينادى بلال، فإنه أندى صوتا منك” وتروي كتب بن ماجة أن عبدالله بن زيد قال شعرا فيما جرى فقال “حمد الله ذا الجلال وذا الإكرام حمدا على الأذان كثيرا إذ أتاني به البشير من الله فأكرم به لدي بشيرا في ليال والى بهن ثلاث كلما جاء زادني توقيرا” ولقد كانت في زيادة جملة الصلاة خير من النوم، فقد قالها بلال رضي الله عنه، وأقره عليها النبي صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى