مقال

الدكروري يكتب عن الصحابي عبد الله بن أبي بكر

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الصحابي عبد الله بن أبي بكر

 

بقلم محمد الدكروري

 

إن المسلم هو الشخص الذي يقر بالله سبحانه وتعالى رب وإله واحد لا شريك له، وينفي الربوبية أو الألوهية لغيره سبحانه وتعالى، والمسلم هو الذى يتخذ الإسلام دينا، ويتبع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، ويتخذ القرآن الكريم كتاب هداية، ويؤدي أركان الإسلام الخمسة، وبطل القصة هو مسلم وحد بالله عز وجل وصحابى جليل من صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو عبد الله بن أبي بكر الصديق رضى الله عنهما، وهو من صحابة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ويكون هو ابن أول خليفة للمسلمين، وهو الخليفه أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، وكانت أمه هى السيده قتيلة بنت عبد العزى، وهو صحابي من المسلمين الأوائل، وهو شقيق السيده أسماء بنت أبي بكر، فهم جيل الصحابة الأغر، الذين تربّوا على يد معلم البشرية، ونور الهدى، وسيد الأولين والآخرين، الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكان كل واحد منهم صفحة مشرقة من صفحات التاريخ الإسلامي العظيم، هذا التاريخ الذي بهر الأولين والآخرين، فكانوا شموسا للعالمين، يستنير بهم كل باحث عن الحق والحقيقة أبد الدهر، وأما عن عبد الله بن أبى بكر فكانت أمه هى السيده قتيلة بنت عبد العزى العامرية القرشية، وهى زوجة خليفة المسلمين أبو بكر الصديق، وأم الصحابية أسماء بنت أبي بكر، وقد طلقها أبو بكر الصديق، في الجاهلية، وكانت أخته هى السيده أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وهى ذات النطاقين، وهي أخته لأمه وأبيه، وكانت أخته أيضا هى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأخوه عبدالرحمن بن أبي بكر من أبيه، فأمهما أم رومان بنت عامر بن عويمر، رضي الله عنها، وكان أخوه أيضا هو محمد بن أبي بكر من أبيه، وأما عن أمه أي أم أخوه محمد بن أبى بكر فهي السيده أسماء بنت عميس، وقد تزوجها الخليفه أبو بكر الصديق، بعد استشهاد زوجها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما، وكانت أخته أيضا هى السيده أم كلثوم بنت أبي بكر رضي الله عنها من زوجته حبيبة بنت خارجة، وكان عبد الله بن أبى بكر من الرعيل الأول، ومن السابقين الأولين من المهاجرين، ومن رواد دار الأرقم بن أبي الأرقم، وهو من خير بيوت المسلمين وأعزها وأشرفها وأتقاها وأنقاها، فهو ابن الصديق أول من أَسلم من الرجال وهو ابن العتيق، وثاني اثنين في الغار، وقد عين لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الأعداء في هجرته، كاشف لخطط المتربصين بالرسول صلى الله عليه وسلم، ووالده، فكان أمينا على نبي هذه الأمة، الذي دفعت قريش الغالي والنفيس من أجل منعه من الهجرة؛ لكي لا ينشر دين الله في الأرض، ورفض المغريات التي أعلنتها قريش لمن يحضر محمدا صلى الله عليه وسلم، حيّا أو ميّتا، وهي مائة ناقة من الإبل، والتي جعلت شباب قريش وشيبها يَتسابقون للحصول على معلومة واحدة تقودهم لهذا الكنز العظيم، فرضي الله عنه وأرضاه، وتعد الهجرة النبوية الشريفة علامة فاصلة في تاريخ الإسلام العظيم، ولذلك نجد أن كل من شارك فيها ولو بحظ بسيط قد خلد ذكره في سجلات التاريخ، وكتبت له صفحات مشرقة من المجد، وكيف لا؟ وقد كان لهم نصيب في دعم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبه، فهذه السيده أسماء وهذا عبدالله وهذا عامر بن فهيرة يتحدون قريشا بجبروتها وعظمتها، ويقدمون أدوارا مختلفة، كان لها الأثر الكبير بعد فضل الله سبحانه وتعالى وقدرته، على نبيه صلى الله عليه وسلم، بالنجاة من أيدي الكَفرة والمجرمين، والإنتقال بالدين إلى محضن جديد، وهو المدينة المنورة، ويتلخص دور الصحابى الجليل عبدالله بن أبي بكر الصديق، في الهجرة النبويه المشرفه، وهو أثناء وجود النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر في الغار، أنه كان عينا لهما على تحركات قريش في بحثها عن النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وكان يقوم بدور التسمع لما يدور في مجالس قريش ونواديها، وما يقولونه حول رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وما وصلوا إليه من تطورات، وكان ذلك في النهار، أما في الليل، فكان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ووالده في الغار ويخبرهما بأخبار قريش وما سمعه ورآه في النهار، وكان مما ساعدهما في رسم الخطة الدقيقة للهجرة، والتحرك في الوقت المناسب، دون أن يعرضوا نفوسهم للخطر، وهنا يتضح لنا مدى الحس الأمني والحذر الشديدين اللذين كان يتمتع بهما الصحابى الجليل عبدالله بن أبو بكر، فهو مع علمه بخطورة الأعمال التي قام بها في مكة مِن تسمع لأخبار قريش، ورصد تحركاتها، ومن ثم توجهه ليلا إلى غار ثور، إلا أنه لم يترك خلفه أي خيط يقود قريشا إلى مكان اختباء النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه، خاصة أن العيون قد تلاحقه في كل وقت وكل حين، علها تكشف ذاك السر الذي أقض مضجع قريش، ألا هو اختفاء النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وبعد ذلك فهو أنيس لهما في الغار ليلا، علاوة أنه كان يحضر لهما الطعام ليلا كما ورد في بعض كتب التاريخ، ومن هنا يتضح لنا جملة من الصفات الكريمة التي تجلت في شخص الصحابى الجليل عبدالله بن أبي بكر، وهي الذكاء والفطنة، ومما ساعده في إنجاز مهماته تجاه النبي صلى الله عليه وسلم، ووالده على أكمل وجه، دون تعريضهما للخطر بكشف مكانهما، وكذلك سرعة الفهم والبداهة، التي أهلته أن يكون جنديا صالحا في صفوف الحق، ولا شك أن صفة الجرأة كذلك من الصفات التي تجلت في شخص عبدالله بن أبى بكر، فهو يذهب إلى ذلك الغار الموحش ليلا، ويعود ليلا وحيدا، وتقودنا هذه الصفة إلى صفة أخرى، وهي القوة الجسدية، والتي أهلته أن يعتلي جبل ثور، الذي ينسب إليه غار ثور على الأقل ست مرات خلال ثلاث ليال، وهي الفترة التي قضاها النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار قبل إتمام مشوار الهجرة إلى المدينة المنورة، وصفة أخرى هي صفة الخداع للأعداء، وهي عن طريق إيهامهم بوجوده ومبيته في مكة، مع أنه قضى ليله في الغار، وهذه الصفات مجتمعة، بجانب الإيمان والتقوى، وحب الله ورسوله، والاستعداد للتضحية، كل ذلك قد جعل من عبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما جنديا مخلصا من جنود الدعوة، التي يبتغي رجالها رضوان الله سبحانه وتعالى، وحبه، والسعي إلى ثوابه، وقد ذكر أصحاب المغازي أنه رمي بسهم في حصار الطائف، فجرح، ثم اندمل ثم انتقض، فمات في خلافة أبيه في شوال سنة إحدى عشرة من الهجره، وروى الحاكم بسند له عن القاسم بن محمد، أن أبا بكر قال للسيده عائشة رضى الله عنها، أتخافون أن تكونوا دفنتم عبد الله بن أبي بكر، وهو حي؟ فاسترجعت، فقال أستعيذ بالله، ثم قدم وفد ثقيف، فسألهم أبو بكر هل فيكم من يعرف هذا السهم؟ فقال سعيد بن عبيد أنا بريته ورشته، وأنا رميت به، فقال الحمد لله أكرم الله عبد الله بيدك، ولم يهنك بيده، قال ومات بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلة، قالوا لما مات نزل حفرته عمر بن الخطاب، وطلحة وعبد الرحمن بن أبي بكر وكان يعد من شهداء الطائف، وكان موتة في شوال سنة إحدى عشر للهجرة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، بأربعين يوما، ولقد جاء في بعض الروايات أن عبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما، كان قد اشترى حُلة، اشتريت للنبي صلى الله عليه وسلم، ليكفن فيها، ثم تركت هذه الحلة، ولم يكفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذها عبدالله بن أبي بكر وقال لأحبسنها حتى أكفن فيها نفسي، ثم قال لو رضيها الله عز وجل لنبيه، لكفنه فيها، فباعها وتصدق بثمنها، وفي رواية أخرى عن السيده عائشة رضي الله عنها تذكر أن الحُلة إنما كانت في أصلها لعبدالله بن أبي بكر، وأحضرت ليكفن النبي صلى الله عليه وسلم فيها، ثم نزعت عنه صلى الله عليه وسلم ” وقد كان فراق عبدالله صعبا على قلب زوجته السيدة عاتكة بنت زيد، مع علمها بحبه الشديد لها،وقيل أن أبو بكر الصديق عندما أمر إبنه عبد الله أن يطلق زوجته ثم طلقها، فلما سمعه أبو بكر وهو يقول فيها كلاما دليل على حبه لها وأنه مازال يحبها، فرق قلبه فقال أبو بكر لإبنه عبد الله ارجعها، فرجعها ومات وهي عنده ولها ميراثه. ومن كثرة حبه لها اشترط عليها أن لا تتزوج بعد موته مقابل أن يكتب لها مالا أو أرضا، وذلك لأمور عدة، منها غيرته عليها رضي الله عنه، مع حبه الشديد لها، ولطمعه أن تكون زوجته في الآخرة، لأن المرأة كما ورد تكون لآخر أزواجها في الدنيا في الجنة إن دخلوا جميعا الجنة بإذن الله تعالى، وهذا لما ورد في الحديث الشريف عن النبى صلى الله عليه وسلم ” أيما إمرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده، فهي لآخر أزواجها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى