مقال

الدكروري يكتب عن الثبات علي الدين الحق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الثبات علي الدين الحق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من أسباب الثبات على الدين الحق هو الإعراض والفرار عن مجالس الخصومات والجدل في الدين والنأي عن الفتاتين، ولما ذكر النبى صلى الله عليه وسلم الدجال وعظم فتنته وأنه أعظم فتنة منذ خلق الله آدم وإلى أن تقوم الساعة، قال صلى الله عليه وسلم ” فمن سمع به فلا يأتى، ومن حضره فلينأى عنه” وقال صلى الله عليه وسلم ” يا عباد الله اثبتوا” وإن من أسباب الثبات على الدين هو ما قرره علماء الأئمة المهتدون بهدى الكتاب والسنة من وجوب هجر أهل البدع ومقاطعتهم فإن مجالستهم تمرض القلوب، وإن توقيرهم سعى في هدي الإسلام، وما ذاك إلا لعظم الفتنة منهم وبهم، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر.

 

فلا يجالس صاحب بدعة ولا يأخذ دينه عن صاحب بدعة فإن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فإن أهل السنة أخذوا دينهم عن أئمة الهدى وإن أئمة الهدى أخذوا دينهم عن تابعي التابعين وتابعي التابعين أخذوا دينهم عن التابعين والتابعون أخذوا دينهم عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم أخذوا دينهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم أخذ دينه عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل، فتلكم هي السلسلة الذهبية للدين والسند المتين إلى رب العالمين، وإن أهل البدع أخذوا دينهم عن الجهلة الضالين، وعن أهل الأهواء المنحرفين وعن الزنادقة المنافقين وعن المغضوب عليهم والضالين.

 

فالحمد لله الذي هدانا لدينه الحق وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق فاغتبطوا بهذا الدين الحق الذي جاءكم من عند ربكم الرحمن، نزل به القرآن وعلمكم إياه نبيكم صلى الله عليه وسلم فعلا وتركا وهديا من الوحي والبيان، فافرحوا بهذين الأمرين أعني القرآن وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم والمكلف بالبيان وبإتباعهم فإن ذلك من الفرح المشروع وإن الاغتباط بهما شأن أهل الإيمان والخشوع، فتذوقوا فأيقنوا أنه الدين الحق، فإنه ينتاب الإنسان شعوران وهو يُنبّأ بخبر إسلام شخصية مشهورة، فالأول هو الفرح لها لانتمائها إلى هذا الدين، والثاني الحزن على أنفسنا لأننا فقدنا تذوق كثير من معاني هذا الدين العظيم.

 

إذ إننا نرى أن إسلام كثيرين نبع عن تأثر بشيء بسيط يرتبط بتعاليم هذا الدين العظيم تلقته نفوسهم بشغف بل باندهاش، أما نفوسنا التي نخشى أن يكون قد طال عليها الأمد فنراها لا تأبه بأعظم من هذه المعاني البسيطة التي دفعت من هم فى ذروة الشهرة إلى ترك كل هذه الظلال الزائلة والدخول فى حديقة الإسلام العطرة، وهكذا فإن هذا الدين يسير بأمر الذات الإلهية، فلا يرتبط بأشخاص ولا يعتمد على قوة بشرية، ويتجلى سر هذا المعنى في أنه لو كان الإسلام مرتبطا بالمسلمين فإن حالهم لا يغري أحدا بالانضمام إليهم، لكن هذا الدين دين يخاطب الإنسان يخاطب روحه وعقله وقلبه، إنه يجيب عن أهم سؤال وهو لم أنا موجود؟

 

بل ويتعدى هذا إلى الإجابة عن أكثر أسرار الكون غموضا فهو يكشف للإنسان مصيره بعد وفاته ومفارقته لهذه الدنيا، ويفصل له مراحله كلها من المهد إلى اللحد، وإلى ما بعد اللحد، ولقد خاض المسلمون الأوائل حربا قاسية، في سبيل إعلاء كلمة الحق من عقيدة التوحيد أمام صناديد قوى الشرك والكفر القائمة في ذلك الوقت، فاستطاع أن يغزوها ويزيلها لأن الصدام كان بين عقيدة حق وباطل، وحينما تخلى المسلمون اليوم عن عقيدتهم، وغرقوا في ملذاتهم وشهواتهم، وتمسكوا بالباطل، في الوقت الذي أصبح لأعدائهم عقيدة ولو باطلة انتصرت العقيدة الباطلة، فإذا رجع المسلمون إلى عقيدتهم سينتصرون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى