مقال

الدكروري يكتب عن أخلاق الإسلام وتوجيهاته

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أخلاق الإسلام وتوجيهاته

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ما أحوجنا اليوم إلى أخلاق الإسلام وتوجيهاته ونحن نرى قطيعة الرحم وضعف البر والصلة، وانعدام النصيحة وانتزاع الرحمة والحب والتآلف بين كثير من الأبناء والآباء والجيران، والإخوة وبين أفراد المجتمع الواحد، فما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام عندما نرى فى الشوارع والطرقات الكاسيات العاريات ونرى الملابس الضيقه والملابس الشفافة التى تظهر مفاتن النساء فما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام وتوجيهاته لتستقيم أمورنا وتنصلح أحوالنا وتضبط تصرفاتنا ويحسن أسلامنا ويكتمل إيماننا، فلا ينفع إيمان أو يُقبل عمل أو ترفع عبادة بدون أخلاق تحكم السلوك وتوجه التصرفات، ولقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، في أحاديث كثيرة، ومفصلة، عن ملاحم وفتن آخر الزمان.

 

والمعارك الفاصلة الكبرى، التي ستكون بين يدي الساعة، فقد أخبرنا بها صلى الله عليه وسلم، حتى ينبهنا من غفلتنا، ويوقظنا من رقدتنا، ويحثنا على الاحتياط لأنفسنا، ولكي نراجع هذه النصوص الشرعية فنجد السبيل للخروج مما نحن فيه من أزمات وفتن يرقق بعضها بعضا، وما تبع ذلك إلا من غربة للدين، والبعد عن كتاب الله تعالى وسنة نبية صلى الله عليه وسلم، وكثرة البدع والمضلين، والانهماك في أمر المعاش، والإعراض عن المعاد، وإيثار العاجلة على الآجلة، ويجب علينا أن نعلم ان من أفضل الأخلاق وأجملها هو الإيثار وستر العيوب وإبداء المعروف والتبسم عند اللقاء، والإصغاء عند الحديث، والإفساح للآخرين في المجالس، ونشر السلام وإفشاؤه ومصافحة الرجال عند اللقاء.

 

والمكافأة على الإحسان بأحسن منه، وإبرار قسم المسلم والإعراض عما لا يعني وعن جهل الجاهل بحلم وحكمة، وهكذا كل تصرف طيب يجعل كبير المسلمين عندك أبا، وصغيرهم ابنا، وأوسطهم أخا، وإن من حسن الخلق تهذيب الألفاظ وحسن المعاشرة ولطف المعشر والبعد عن السفه ومجانبة ما لا يليق ولا يجمل ولا يسمع لصاحبه في المجالس عيبة ولا تحفظ له زلة ولا سقطة، فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما “القصد والتؤدة وحسن السمت جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة” وإن ذو الأخلاق الفاضلة تجده وقورا رزينا، ذا سكينة وتؤدة، عفيفا نزيها لا جافيا ولا لعانا، لا صخّابا ولا صياحا، لا عجولا ولا فاحشا، يقابل تصرفات الناس نحوه بما هو أحسن وأفضل وأقرب منها إلى البر والتقوى.

 

وأشبه بما يُحمد ويرضى، وإن من أعظم أنواع الخلق الحسن، هو خلق الحياء في الأقوال والأفعال، ولقد كثرت الفتن في هذا الزمان، وأصبح المسلم يرى الفتن بكرة وعشيا، وحلّ من البلايا والمحن والنوازل والخطوب الجسام الشيء الكثير، وما ذاك إلا بسبب ما آل إليه حال المسلمين من ضياع وتشتت، وبُعدهم عن منهج الإسلام، وتفشي المنكرات بينهم، فتسلطت عليهم الأمم الكافرة، واستباحت بيضتهم، وإن أول ما يعتصم به من الفتن هو كتاب الله عز وجل، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لا نجاة للأمة من الفتن والشدائد إلا بالاعتصام بهما، ومن تمسك بهما أنجاه الله تعالى، ومن دعا إليهما هُدى إلى صراط مستقيم.

 

فإن الأخلاق هي مجموعة من العادات والسلوكيات والتصرفات والأقوال والأفعال التي تنبع من ذات الإنسان وضميره وقناعته فالخير والشر داخله في صراع دائم، فمتى غلب خيره شره أصبح صاحب خُلق عظيم، وإن جزء من الأخلاق تكتسب بالتربية الصالحة والاعتياد على سلوك الأوائل من ذوي الأخلاق الحميدة، وهذا الجزء يقع على عاتق كل ولي أمر من الوالدين والمدرسة والمعلمين والمجتمع، ومكارم الأخلاق هي أفضل الدرجات في كل خُلق، فالأمانة خُلق كريم ومن اتصف بكمال الأمانة فقد وصل إلى مرحلة المكارم في هذا الخُلق، كما كان يوصف الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى