مقال

الدكروري يكتب عن أنجح السبل في محاربة الفساد

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أنجح السبل في محاربة الفساد
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد أثبت التاريخ أن النهج الإسلامي هو أنجح السبل في محاربة الفساد, وهذا ليس بالشيء الغريب، فالإسلام منهج حياة كامل متكامل صالح لكل زمان ومكان، ويصلح كل ما أفسده الناس في كل زمان ومكان، ولكن ننبه إلى أن حد الحرابة لا يطبقه إلا السلطان أو نائبه، كما قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع، أما الأحكام فإنه متى وجب حد الزنا، أو السرقة، أو الشرب، لم يجز استيفاؤه إلا بأمر الإمام، أو بأمر من فوض إليه الإمام النظر في الأمر بإقامة الحد، لأن الحدود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، لم تستوف إلا بإذنهم، ولأن استيفاءها للإمام، وأما أهل المفسد وذويه ممن ليسوا معه في الإفساد، فلا يؤاخذون بجريرته، ويحرم الاعتداء عليهم.

أو أذيتهم بذنبه، فلو كان يظن مثل هؤلاء أنهم أحرار في أن يكونوا فاسدين، فهم ليسوا أحرارا بنشر فسادهم، وسنقوم وسيقوم أهل السداد والخير بالتصدي لهم، حتى يتبين فسادهم ويفضحهم الله على رءوس العالمين، ويجب على أهل الخير أن يتكاتفوا في التصدي لمثل هذا الفساد فهو لا يقل عن الفساد الملموس بل هو أدهى وأمر فهو يدمر الدين والقيم، وإن الصراع الواقع على ظهر الأرض منذ بدأت عليها الحياة البشرية، إنما هو صراع بين المصلحين والمفسدين والعاقبة فيه لأهل الصلاح في الدنيا والآخرة، فقال الله تعالى فى سورة القصص ” تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، والعاقبة للمتقين” وإن للمصلحين طرق ومناهج للإصلاح، كما أن للمفسدين سبل وطرائق للإفساد.

وعلى الناس أن يتبعوا سبيل المصلحين ويجتنبوا سبل المفسدين، فقال الله تعالى فى سورة الشعراء ” ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون” وإن الخيانة خلق مذموم وهي صفة تنكرها الفطرة، وترفضها الطبيعة السوية، وهي صفة ذميمة، لا تفعلها إلا النفوس الضعيفة، أما النفوس العظيمة فهي تترفع عن مثل هذه الصفات، وهذه الخصلة قد ذمها الله في كتابه، وصاحبها غير محبوب عند الله عز وجل والخيانة هي الغدر ونقض العهد، والخيانة من سمات وعلامات المنافقين، والخيانة قاسية ومريرة ولكن الأقسى أن يخونك من تتوقع منه العون، والخيانة متى ظهرت في قوم فقد أذنت عليهم بالخراب، فلا يأمن أحد أحدا، ويحذر كل أحد من الآخر، فلا يأمن صديق صديقه.

ولا زوج زوجه، ولا أب ولده، وتترحل الثقة والمودة الصادقة فيما بين الناس، وقد جاء في الأثر أنه لا تقوم الساعة حتى لا يأمن المرء جليسه، وينقطع المعروف فيما بين الناس مخافة الغدر والخيانة، والخيانة أمر مذموم في شريعة الله، تنكرها الفطرة، وتمجّها الطبيعة السوية، ولا تقبلها حتى الحيوانات العجماوات، فالخيانة كلمة تجمع كل معاني السوء الممكن أن تلحق بإنسان، فهي نقض لكل ميثاق أو عقد بين إنسان وخالقه أو إنسان وإنسان أو بين الفرد والجماعة ، وقد قال الله تعالى “إن الله لا يحب الخائنين” ويقول تعالي ” وأن الله لا يهدي كيد الخائنين” وقرن الله عز وجل بين الخيانة والكفر في قوله عز وجل “إن الله لا يحب كل خوان كفور” والخيانة من سمات النفاق، فالخائن بالضرورة منافق.

وإلا فكيف سيُخفي خيانته إلابالنفاق؟ وقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان ” وأشد الناس فضيحة يوم القيامة هم الخائنون فيقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ” وهذا الخائن وإن اختفي بين الناس وإن عرف كيف يرتب أموره بحيث لا يُفتضح أمام عباد الله فأين يذهب يوم القيامة؟ وإن الخيانة مذمومة حتى مع الكفار، وحتى مع الخونة، ولهذا قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” أدي الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى