مقال

التعامل من أجل المصالح

جريدة الاضواء

التعامل من أجل المصالح

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إنه لا يصح أن أتعامل مع إنسان بالصدق والأمانة لأن لي عنده مصلحة أو له عندى مصلحة أو بيننا قرابة أو شيء وأتعامل مع إنسان بالكذب لأنه ليس بيننا علاقة فإن هذا ينافي النبل ينافي أولا التدين العميق التدين العميق ويولد لدى الإنسان قاعدة للتعامل ويولد لديه حساسية ضد الدناءة فلذلك حتى يكون الإنسان ملتزما وحتى يكون نبيلا بأعمق ما تحمله هذه الكلمة من معنى فعليه أن يعامل الناس على أساس قيم واحدة، هو فيرفع صوته إذا رفعه بشكل أمام الجميع ويخفضه أمام الجميع ويكون جريئا أمام الجميع ويكون متحفظا أمام الجميع لا يعامل كل واحدة على قيمة بحسب لا شك نحن لا ننكر أن هناك خصوصيات وهناك مواقف تستدعي أحيانا، نمطا معينا من السلوك، وهذا شيء يعني أنه طبيعي.

 

ولكن في قضايا القيم وفي قضايا المثل وفي قضايا المبادئ يجب أن نعامل الناس جميعا على أساس قيم واحدة وعلى أساس مبادئ واحدة، في نقطة أخيرة هي أن مصالحنا لن تتطابق دائما مع مصالح الآخرين حتى الزوجان مصلحتهما ليست متطابقة بشكل كامل فإن الأب والابن مصالحهما ليست متطابقة بشكل كامل وكذلك الشركاء والأصدقاء هناك دائما مراتبية أو فى هناك نوع من التراتبية في المصلحة، لهذا لن تستقم حياتنا الاجتماعية إلا بالتضحية حتى تستقيم هذه الحياة فعلينا أن نضحي ولذلك شيء أساسي في التربية الأسرية وشيء أساسي فى التربية المدرسية وشيء أساسي في التربية المسجدية وهو أن نعلم الإنسان كيف يضحي وكيف يتنازل عن بعض ما هو له من أجل غيره ومن أجل إسعاد غيره.

 

وهذه التضحية عليها ثواب كبير من الله تبارك وتعالى وهذه الحقيقة قضية التضحية، وهي يعني المعنى العميق للإنسان الكريم الكرم والذاتى الكرم الشخصي هو دائما يعني عطاءا مجانيا هو دائما يعني تضحية التنازل عن مصلحة في سبيل تحقيق مصلحة لآخرين وكثير الآن من التوترات التي تحدث في حياتنا حدثت بسبب أن جانب الأنانية أو الحرص على المصلحة الشخصية، زاد عن الحدود الطبيعية ولذلك قل جانب التضحية وجانب العطاء المجانى، فاتقوا الله واعلموا أن على كل امرئ أن يكون ذا بصيرة وتمحيص، فلا يرضى بكل فكرة بحجة أن قومه عليها، أو بكل سلوك بذريعة أن الكل صانعه، كما عليه ألا يسمح لمن حوله أن يملكوا زمام توجيهه، ولا لعادات مجتمعه أن تقيد سيره في الخير والرقي.

 

أو تغطي عينيه عن رؤية النور والحقيقة، وليكن من شعارنا في مسير هذه الحياة، فى قوله تعالى ” وعجلت إليك رب لترضى” وأن الفرد كما أنه مسؤول عن صلاح نفسه وتقويمها، فإنه مدعو إلى تطويرها وتعزيز قدراتها، فترك تزكيتها وإصلاحها عقباه خسران الدنيا والآخرة، وإهمال تطويرها عقباه الضعف والوهن، وإن المؤمن العاقل لا ينتظر من أهله ومجتمعه أن يأخذوا بيده إلى الرقي والتقدم، أو يدفعوه إلى استغلال مواهبه، وإبراز ملكاته، وتنمية قدراته، بل يسعى بنفسه إلى بناء ذاته، ويحرص على تكوينها وتطويرها علميا، وعمليا، ومهنيا ونحن نجد في كتاب الله عز وجل وفى سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ما يستثير النفوس إلى ذلك، وما يدفع بالهمم إلى تحقيقه.

 

أوليس مما يحث النفس على طلب العلم وفتح خزائن المعارف فى قوله تعالى ” قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب” أو لا يدفع إلى ذلك قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ” إن الملائكة لتضع أجـنحتها لطالب العلم رضا لما يطلب” وقوله صلى الله عليه وسلم “من سلك طريقا يطلب فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى