مقال

الدكروري يكتب عن المعاصي الموجبة للحد في الدنيا

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المعاصي الموجبة للحد في الدنيا

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الواجب على كل مسلم ومسلمة الاحتياط من الأسباب المؤدية إلى الوقوع في المعاصي الموجبة للحد في الدنيا كفعل الزنا الذي أسماه القرآن الكريم فاحشة، والموجب لغضب الله تعالى، وعذابه في الآخرة عن طريق الزواج الشرعي لما فيه من صون النفس وحفظ النسب، وغض البصر، والابتعاد عن مشاهدة أو سماع كل ما يحرك الغرائز لدى الإنسان عبر المواقع الإباحية وما شابه، والصيام إذ يثبط الصيام من إفراز الهرمونات الجنسية الدافع وراء الانجرار نحو هذه الرذيلة، والإكثار من قراءة القرآن الكريم والذكر والاستغفار ومجالسة الصالحين، وإشغال وقت الفراغ بممارسة الرياضة والقراءة والخروج مع رفقاء الخير لصرف التفكير عن الغرائز والسعي لتلبية متطلباتها بفعل الفاحشة.

 

وكذلك إلتزام المرأة باللباس الشرعي الساتر، ومنع الاختلاط بين النساء والرجال إلا للضرورة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس ما تيسر له من اللباس الحلال الساتر للعورة والمظهر الحسن، سواء أكان صوفا أم قطنا أم غير ذلك، من غير تكلف ولا إسراف ولا شهرة ولا تكبر، بل كان لباس تقوى وستر وتجمل وكان يلبس للحرب وللسفر وللحل والترحال وللجمعة والأعياد ولقاء الوفود أثوابا مختلفة الألوان والهيئات والأسماء، وكان صلى الله عليه وسلم يهتم بنظافة ثيابه ويحرص على تطييبها، ويوصي أصحابه بذلك، وقد لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم من الثياب القميص، وكان أحب اللباس إليه لما فيه من الستر وحسن الهيئة للرجل والمنافع العديدة، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت.

 

كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص، والقميص هو ما يعرف في أيامنا بالدشداشة أوالتوب في بعض البلاد، وكان قميصه صلى الله عليه وسلم واسعا يصل لنصف الساق وله كم، ففي حديث السيدة أسماء بنت يزيد قالت كان كم قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ، أي ما بعد الكف، وفي الترمذي من حديث معاوية بن قرّة عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من مزينة لنبايعه وإن قميصه لمطلق أو قال عليه زر قميصه مطلق قال فأدخلت يدي في جيب قميصه فمسست الخاتم” وإنما أدخل يده ومرادُه التبرك” وقد لبس النبي صلى الله عليه وسلم الجُبة من الصوف أو القطن أو نحوه وهي ثوب سابغ، واسع الكمين، مشقوق المقدم، يلبس فوق الثياب.

 

وهو يشبه في زماننا الجُبة في اللباس التى يلبسها المشايخ وأهل العلم، ففي الترمذي عن عروة بن المغيرة بن شعبة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس جبة رومية ضيقة الكمين، وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها أخرجت جُبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج، وفرجيها مكفوفين بالديباج، وقالت هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت عند عائشة فلما قبضت قبضتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها، فنحن نغسلها للمرض نستشفي بها” رواه مسلم وزاد البخارى في الأدب المفرد وكان يلبسها صلى الله عليه وسلم للوفد والجمعه، وفي هذا الحديث بيان تبرك الصحابة بثوب النبي صلى الله عليه وسلم وبالماء الذي أصابه الثوب رجاء الشفاء من الله للمرضى.

 

تبركا بما مس جسده الشريف المبارك صلى الله عليه وسلم، ولبس النبي صلى الله عليه وسلم الخميصة، وهي كساء من صوف أو غيره فيه خطوط ، قال الخطابى، الخميصة كساء مربع من صوف ويكون معلم الطرفين فإن لم يكن معلما فليس بخميصة، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما ولدت أم سُليم قالت لي يا أنس، انظر هذا الغلام فلا يصيبّن شيئا حتى تغدو به إلى النبى صلى الله عليه وسلم يحنكه، فغدوت به، فإذا هو في حائط وعليه خميصة حريثيه ” رواه البخارى ومسلم، فكم تمر على المسلم الأعوام والحال هو الحال لا يتغير ولا يتبدل عما هو فيه من غفلة وقسوة في القلب ومعاصي بلغت عنان السماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى