مقال

الدكروري يكتب عن الحياة المشتركة بين الزوج والزوجة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحياة المشتركة بين الزوج والزوجة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد قامت الشريعة الإسلامية علي العجل والإنصاف فإنه كما أن للزوجة حقا على زوجها، فإن للزوج حق على زوجته، ومن هذه الحقوق هو طاعته بالمعروف، فعلى المرأة خاصة أن تطيع زوجها فيما يأمرها به في حدود استطاعتها، وهذه الطاعة أمر طبيعي تقتضيه الحياة المشتركة بين الزوج والزوجة، وكذلك أيضا المحافظة على عرضه وماله، حيث قال تعالى ” فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ” وإن حفظها للغيب هو أن تحفظه في ماله وعرضه، فقد روى أبو داود والنسائي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال “ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها طاعته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله”

 

ولقد حث الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم من زواج البكر، ولكن إن كان لديك من الأسباب ما يستدعي أن تتزوج ثيبا فلا حرج ولا إثم ولا ضير فإن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يحكي فيقول تزوجت امرأة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال “يا جابر، تزوجت؟” قلت نعم، قال “بكر، أم ثيب؟” قلت ثيب، قال “فهلا بكرا تلاعبها؟” قلت يا رسول الله إن لي أخوات، فخشيت أن تدخل بيني وبينهن، قال “فذاك إذن” رواه مسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا إلا السيدة عائشة رضي الله عنها، وأما عن القاعدة الثالثة، وهي أن الولود أفضل من العقيم، حيث سقول الله عز وجل ” المال والبنون زينة الحياة الدنيا”

 

أليس من أهداف الزواج في الإسلام إنجاب ولد صالح يدعو لوالديه وينفع مجتمعه، لذلك فإن الولود أفضل من العقيم وإن وجد فيها من المميزات الكثير، فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب، إلا أنها لا تلد، أفأتزوجها؟ فنهاه، ثم أتاه الثانية، فنهاه، ثم أتاه الثالثة، فنهاه، فقال “تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم” رواه النسائي، وأما عن القاعدة الرابعة، فهي أن الغريبة أفضل من القريبة فقد كانت العرب تقول “اغتربوا ولا تضووا” أي تزوجوا من الغرائب فإن القرائب يضوين الأولاد، فيخرجون ضعافا مرضى” ودليلنا على هذه من الطب والمشاهدة، أما الأطباء فيقولون أن الزواج من الأقارب يزيد من احتمالية ظهور الأمراض الوراثية في النسل والذرية.

 

وأما المشاهدة فقد رأينا كثيرا ممن تزوجوا قريباتهم وقد ابتلوا بنسل ضعيف مصاب في عقله أو في بنيته وجسده، ويقل ذلك بشكل ملحوظ عند من اغتربوا في الزواج، وقد قال الله عز وجل في سورة الحجرات ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” فالزواج والمصاهرة من وسائل التعارف والتماسك بين المجتمعات، وهي وسيلة استخدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليوطد دعائم الود والأخوة كما في زواجه صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة والسيدة حفصة رضي الله عنهما، وليؤلف قلوب الناس ويجذبهم إلى الإسلام كما في السيدة صفية بنت حيي بن أخطب والسيدة جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق.

 

وكما أن المترعرعة في بيئة الإيمان والتقى أفضل ممن نشأت بين الأوحال، وهذه لا تحتاج إلى دليل، فإن النفس لتعاف أن تأكل حبة الفاكهة التي رويت شجرتها بماء آسن غير نظيف، وتحتقر الهدية التي قدمت إليها وقد غلفت بغلاف رث غير مرتب، فكذلك لا تنكح امرأة خرجت من أصل غير كريم من أسرة لا تصلي أو تشرب الخمور أو تأتي الفواحش، وهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال “تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم” رواه ابن ماجه، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بسنده ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إياكم وخضراء الدمن” فقيل يا رسول الله، وما خضراء الدمن؟ قال “المرأة الحسناء في المنبت السوء” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى