مقال

الدكروري يكتب عن الأخوة هى لحمة المجتمع

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الأخوة هى لحمة المجتمع

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الأخوة هى لحمة المجتمع التي جعلت لبنته قوية فقال صلى الله عليه وسلم ” مثل المؤمنين في توادهمم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” رواه البخاري ومسلم، فنمى الإسلام روح التعاون والبذل والإنفاق ومساعدة المحتاجين فقال تعالى فى سورة البقرة ” مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبه، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم” وفى سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما يحض على أنواع البر والخير كالسير في حوائج الناس ورفع الظلم عنهم والمطالبة بحقوقهم وتيسير عسرهم وتنفيس كربهم وكفالة أيتامهم ورعاية أراملهم.

 

وإيواء مشرديهم وإطعام الجائعين منهم، ومن ذلك ما رواه بن عمر رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن لله عز وجل خلقا خلقهم لحوائج الناس، يفرغ الناس إليهم فى حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله ” وفى رواية أخرى يقول صلى الله عليه وسلم ” إن لله عبادا اختصهم لقضاء حوائج الناس آلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار، فإذا كان يوم القيامه خلوا مع الله يحدثهم ويحدثونه والناس فى الحساب” وقال صلى الله عليه وسلم ” المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومَن كان فى حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومَن فرّج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة ” رواه البخارى ومسلم.

 

وإن من أهم مجالات التنمية هى التنمية الاجتماعية، وتتلخص في بث روح التعاون والإخاء والمحبة بين أفراد المجتمع ليصبح المجتمع كله جسدا واحدا يتألم جميع أعضائه لألمه ويسعد بسعادته، فعن النعمان بن بشير رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضورا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي موسى الأشعرى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، ثم شبك بين أصابعه” رواه البخارى ومسلم وهنا تصوير بلاغى للمجتمع.

 

صوره لنا النبى الكريم صلى الله عليه وسلم حيث شبه الأفراد بالطوب اللبن فى الجدار، وشبه المادة التي تمسك اللبن وتشد بعضه بعضا، وهي “الأسمنت المخلوط بالرمل المونة” وذلك بالعلاقات التي بين أفراد المجتمع، فإذا فسدت المادة التي تمسك البنيان وتشده فلا شك أن مصيره إلى زوال وانهيار وهدم وكذلك العلاقات الإنسانية والأخلاقية، بين أفراد المجتمع إذا فسدت فإن المجتمع مصيره كذلك إلى زوال وانهيار وهدم، وإن التنمية الاجتماعية لن تتحقق إلى بنشر المحبة الصافية الخالية من الشوائب النائية عن كل مصلحة أو حاجة، فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

 

” أن رجلا زار أخا له فى قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه قال أين تريد؟ قال أريد أخا لى فى هذه القرية؟ قال هل لك عليه من نعمه تربها؟ قال لا، غير أنى أحبتته فى الله عز وجل، قال فإنى رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحبتته فيه” رواه مسلم، وقد قال الإمام النووى في هذا الحديث فضل المحبة في الله تعالى، وأنها سبب لحب الله تعالى العبد ، وفيه فضيلة زيارة الصالحين والأصحاب، ومن مقومات التنمية الشاملة التنمية الاقتصادية فالاقتصاد هو أحد مؤشرات التقدم لذا كان الاهتمام بالشأن الاقتصادى، من اجل حياة كريمة، فالإسلام يقوم على مبادئ إنسانية وأسس أخلاقية وضوابط شرعية تغرس في نفوس أتباعه الحرص على مزاولته مما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى