مقال

الدكروري يكتب عن أعظم أركان الصلاة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أعظم أركان الصلاة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن السجود هو أعظم أركان الصلاة لأن العبد يخضع لربه، ويضع أشرف أعضائه، وهو الجبهة والأنف في مواطئ الأقدام، ولذلك كان الساجد أقرب إلى ربه، حيث خضع له غاية الخضوع، وهو أحرى لقبول الدعاء، فاهتموا بشأنه، والركن السابع والثامن وهو الرفع من السجود والجلوس بين السجدتين، لقول السيدة عائشةَ رضي الله عنها “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستوي قاعدا” رواه مسلم، والركن التاسع وهو الطمأنينة في جميع أفعال الصلاة، وهي السكون بقدر ما يأتي بالذكر الواجب، ويستقر كل عضو مكانه، فمن ترك الطمأنينة، فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يصلى.

 

ويسمى بالمسيء في صلاته، وقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة الصلاة، وقال له “صلى، فإنك لم تصلى” ورأى حذيفة رجلا لا يتم ركوعه ولا سجوده، فقال “ما صليت، ولو متّ؟ متّ على غير الفطرة، التي فطر الله عليها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم” وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم “أن نقر الصلاة من صفات المنافقين” فليتنبّه المسلم لذلك، وليحذر أن يصلي صورة وهو لا يصلي حقيقة، وأما عن الركن العاشر والحادي عشر، وهما التشهد الأخير وجلسته، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا قعد أحدكم في صلاته، أى جلس للتشهد، فليقل التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي.

 

ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أَن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله” متفق عليه، وأما عن الركن الثاني عشر وهو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير، بأن يقول “اللهم صلى على محمد وعلى آله محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد” ولأمره صلى الله عليه وسلم بذلك، لما سُئل كيف نصلي عليك؟ فقال “قولوا اللهم صلى على محمد” وأما الركن الثالث عشر، وهو الترتيب بين هذه الأركان على الصفة التي كان يصليها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

 

لقوله صلى الله عليه وسلم “صلوا كما رأيتموني أصلي” وقد علمها النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته مرتبة بلفظ “ثم” المقتضية للترتيب، وأما عن الركن الرابع عشر، وهى التسليمتان بأن يقول عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره كذلك، وهو ختام الصلاة، وعلامة الخروج منها، لقوله صلى الله عليه وسلم “وتحليلها التسليم” وفي رواية “وختامها التسليم” وهو دعاء بالسلام يدعو به الإمام والمأموم والمنفرد لأنفسهم وللحاضرين من الملائكة، حيث ينوون به الخروج من الصلاة، واستباحةَ ما حُرّم عليهم في أثناء الصلاة من الكلام، وغيره، ومن ترك ركنا من هذه الأركان، فإن كان تكبيرة الإحرام لم تنعقد صلاته.

 

وإن كان غير تكبيرة الإحرام وقد تركه عمدا بطلت صلاته، وإن تركه سهوا فإن ذكره قبل شروعه في قراءة الركعة الأخرى، فإنه يرجع ويأتي به وبما بعده، وإن لم يذكره إلا بعد الشروع في قراءة الركعة الأخرى لغت الركعة المتروك منها ذلك الركن، وقامت الركعة التي تليها مقامها ويكمل صلاته، ثم يسجد للسهو قبل السلام، وإن لم يذكر الركن المتروك إلا بعد السلام، فإنه يكون كترك ركعة كاملة، فإن لم يطل الفصل بعد السلام، فإنه يأتي بركعة ويسجد للسهو، وإن طال الفصل أو انتقض وضوؤه، فإنه يعيد الصلاة كاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى