مقال

الدكروري يكتب عن أعظم صفات الصالحين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أعظم صفات الصالحين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن صلة الرحم صفة من أعظم صفات الصالحين، وخلق من أنبل أخلاق المتقين، تخلق بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه وزادها بعد أن بُعث بالرسالة تعظيما وتشريفا، هي من أزكى الصفات، وتركها موجب للحسرةِ والندامة وعاجل العقوبة في الدنيا، مع ما توعد به تاركها من الوعيد الشديد في الآخرة، والعمل بهذه الصفة والحرص عليها يطيل الأعمار، ويبارك في الأرزاق، ويملأ الحياة سعادة وهناء، ويعطر الذكرى بعد مفارقة الدنيا بحسن الثناء، وخالص الدعاء فعل هذه الصفة رفعة، والتخلق بها منقبة، تملأ قلوب الناس لك حبا، وتزيدك من مولاك قربا إنها صلة الأرحام، والأرحام هم من لك بهم صلة قرابة من جهة الأب أو الأم.

 

وأعظمهم حقا الوالدان، ونذكر ذلك لأن البعض يخلط بين الأرحام والأصهار، على أن لكل حقوقَه إلا أن الأرحام حقهم أعظم بكثير من حق الأصهار، وصلة الرحم من شعارات الإيمان بالله واليوم الآخر، فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه” وصلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق، فقد روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أحبّ أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه” وفي صحيح الجامع يقول صلى الله عليه وسلم ” صلة الأرحام وحسن الجوار وحسن الخلق يعمرن الديار، ويزدن في الأعمار”

 

وصلة الرحم تجلب صلة الله للواصل، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت بلى، قال فذلك لكي” ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اقرؤوا إن شئتم ” فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي أبصارهم” وإن صلة الرحم من أعظم أسباب دخول الجنة، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله.

 

أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار؟ فقال صلى الله عليه وسلم “تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتَصلّ الرحم” وكما أن صلة الرحم رفعة وعزة للواصل فصلة الأرحام هو من مظاهر التواضع ومن تواضع لله رفعه، فالإنسان إذا وصل أرحامه أكرموه وأعزّوه وأجلوه وسوّدوه وكانوا عونا له، وكما أن صلة الرحمِ لها فضائل متعددة كثيرة فإن قطيعتها خسارة عظيمة في الدنيا والآخرة، ومما يدل على خطورة قطيعة الرحم ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يُقبل عمل قاطع رحم” رواه أحمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى