مقال

الدكروري يكتب عن مصدر الحق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مصدر الحق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن مصدر الحق يذهب إلى أن الله سبحانه وتعالى، وأنه ليس لمخلوق على الله أى حق، وإنما الحق إكرام منه سبحانه وتعالى بمحض إحسانه وتفضله، ويقولون إن الله وحده عز وجل هو الحاكم على الناس، وإليه الحكم بينهم، ولا يصح التشريع إلا منه وحده، وقد منحهم الحق بسن التشريعات اللازمة لتحقيق هذه المصالح بما لا يخالف أوامره ونواهيه، وبما ينصب على حسن تطبيق هذه الأوامر والنواهي، وأن هذا التشريع الإنساني على تنوعه، قابل للتطور مع الزمن لتحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، وأما عن حق الله عز وجل وهو كل ما أمر الله تعالى به عباده من أفعال، أو نهاهم عنه، كفروضه من صلاة وصيام.

 

وزكاة وحج ومحرماته من شرك وقتل ونهب وغير ذلك، وأما عن حق العباد، وهو يقسم إلى قسمين حق غير مالي، كالحقوق السياسية مثل حق الانتخاب، وكحقوق الإنسان الأساسية والتي تقوم عليها باقي الحقوق، مثل الحق في الحياة والحرية والعمل، وكالحقوق الأسرية مثل الزواج والطلاق والنفقة والإرث وطاعة الوالد من قبل ولده، والزوج من قبل زوجها بالمعروف، والقسم الثاني هو حق مالي، وينقسم الحق المالي إلى ثلاثة أقسام، هو الحق الشخصى وهو مطلب يقرّه التشريع لشخص على آخر، سواء أكان قياما بعمل أم امتناعا عن عمل، وذلك كحق كل من المتبايعين على الآخر، الحق العينى.

 

وهو سلطة يقرّها التشريع لشخص على شيء معين، والحق الذهني وهو الابتكار وهو حق حديث نسبيا، أوجدته أوضاع الحياة الحداثية، ونظمته القوانين المعاصرة، والاتفاقات الدولية، كحق ملكية الاختراع، والمؤلف، وكل قائم على إنتاج لأثر فنى أو صناعي مبتكر، فإن لهؤلاء حقا في تملك ما اخترعوه أو ألفوه أو أنتجوه إليهم من جهة المنفعة المالية أو الأدبية، وإنه يجب معرفة معنى اسم الله الحق، فإنه قد وردت آيات قرآنية كثيرة تذكر اسم الله الحق سبحانه وتعالى ” يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين” وقول الله عز وجل ” فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم”

 

ويقول ابن جرير في تفسير الآية الكريمة ” وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون”أى بمعنى أنه رجع المشركون يومئذ إلى الله الذى هو ربهم ومالكهم الحق لا شك فيه، ورُفعت الحُجب وصار الأمر حقا، أي ما عاد هناك ريبة، صار الغيب شهادة فيعلمون أن الله هو الحق، وذكر في تفسير الآية الكريمة ” فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى يصرفون” وأى بمعنى أيها الناس، فهذا الذى يفعل هذه الأفعال، فيرزقكم من السماء والأرض، ويملك السمع والأبصار، ويخرج الحي من الميت والميت من الحي، ويدبر الأمر، “والله ربكم بالحق” أى لا شك فيه ” فماذا بعد الحق إلا الضلال”

 

يقول فأى شيء سوى الحق إلا الضلال، وهو الجور عن قصد السبيل، ويقول فإذا كان الحق هو ذا، فادِّعاؤكم غيره إلها وربا، هو الضلال والذهاب عن الحق لا شك فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى