مقال

آفاق مستقبل مصر النووي وتاريخ طويل و ذاخر لروسيا النووى

آفاق مستقبل مصر النووي وتاريخ طويل و ذاخر لروسيا النووى

 

اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.

 

• مصر ليست حديثة العهد بإنتاج الطاقة بأنواعها ولا حتى الطاقة النووية فلها خبرة ولديها كوادر علمية نووية يشار لهم بالبنان فى دول العالم .بل إن المصريين موجودين فى معظم مشروعات الدول النووية. ولهم باع طويل فى هذا المجال.

وأخيراً دخلت مصر مرحلةإستغلال المجال النووى فى إنتاج الطاقة. فقدبدأت شركة «روساتوم» الحكومية الروسية للطاقة النووية. وهى أكبر شركة فى العالم فى مجال إنشاء المفاعلات النووية. بدأت فى تصنيع المفاعل النووي للوحدة الأولى بمحطة الضبعة النووية شمال غربي مصر، والتي تتعاون القاهرة في تنفيذها مع موسكو.

 

• حيث أعطى المدير العام للشركة الروسية «أليكسي ليخاتشوف» إشارة البدء لتصنيع المفاعل النووي في أجواء إحتفالية تزامنًا مع ذكرى اليوبيل الثالث لأحد مصانع الشركة، بحضور حاكم سان بطرسبرغ «ألكسندر بيغلوف».

وقال «ليخاتشوف» إنه « لا يتم البدء في تصنيع المفاعل النووي لمحطة الضبعة فحسب، بل يجري وضع طريقة جديدة للحياة في مصر، إذ ستزود المحطة النووية البلاد بالطاقة المستدامة لمدة مائة عام».

 

• وكانت الحكومة المصرية أعطت الضوء الأخضر، في يوليو الماضي، للبدء في الإنشاء على الأرض لأولى وحدات المحطة النووية بالضبعة، والتي من المقرر أن تضم أربعة وحدات كل منهما بسعة كهربائية { 1200 } ميغاوات، بتكلفة إجمالية{ 28.5 } مليار دولار، تُمول من خلال قرض روسي بقيمة { 25 } مليار دولار يتم سداده على مدى خمسة وثلاثين سنة.فى حين أن المتوقع أن تسترد مصر تكلفة المشروع خلال خمسة عشر عاماً. من خلال إتفاقيات تصدير الطاقة لأوروبا وبعض الدول العربية مثل السعوديه والعراق والسودان.

 

•يجري تنفيذ محطة الضبعة وفقًا لإتفاق بين القاهرة وموسكو دخل حيز التنفيذ أواخر عام 2017،

وفقًا للإلتزامات التعاقدية، لن يقوم الجانب الروسي ببناء المحطة فحسب، بل سيوفر أيضًا الوقود النووي للمحطة، ومساعدة مصر في تدريب الأفراد والدعم في التشغيل والصيانة، خلال السنوات العشر الأولى من تشغيلها.

وأن بدء تصنيع المفاعل جنبا إلى جنب مع المكونات الرئيسية للمشروع والتي من أهمها «وعاء الضغط» الذي يوضع داخله الوقود النووي، يضع المحطة في مسار التنفيذ وفق الجدول الزمني المُتفق عليه.إذ سيتم تصنيع تلك المكونات فيما يُطلق عليه «الجزيرة النووية للمحطة» خلال ثلاث سنوات مقبلة بالمرحلة الثانية من المشروع.

 

• ينفذ مشروع الضبعة النووي على ثلاث مراحل رئيسية:

 

٭ المرحلة الأولى.

الأعمال التحضيرية والتي بدأت منذ ديسمبر 2017 وتغطي الأنشطة التي تهدف إلى تجهيز وتهيئة الموقع لإنشاء المحطة النووية. وإن أعاقها لبعض الوقت تفشى جائحة كورونا .

 

٭المرحلة الثانية.

بدأت منتصف العام الجاري بالحصول على إذن الإنشاء، وتشمل أعمال البناء وتدريب العاملين والإستعداد لإختبارات ما قبل التشغيل، وتستمر خمسة أعوام ونصف.

 

٭المرحلة الثالثة.

الحصول على إذن إجراءالإختبارات وبدء التشغيل الفعلي وتستمر إحدى عشر شهرًا.

 

• وهذا معدل طبيعى فى إنشاء المحطات النووية و طبيعى جداً .

أنت تنشئ محطة ضخمة لتوليد الطاقه النوويه وليس مصنع نسيج . وهذا يلزمه إجراءات وأبحاث وموافقات بعد التأكد من كل معلومة ومعاملات الأمان المطلوبة.ونؤكد على الأهمية الكبرى لإستفادة مصر من محطة الضبعة خلال السنوات المقبلة، والدليل على ذلك أزمة الطاقة التي تعاني منها أوروبا في الوقت الراهن.

 

• ويقول الخبراء أن هذه المحطة تفيد مصر في الحماية من التقلبات التي تحدث بالمصادر الأحفورية للطاقة مثل الغاز والنفط، والتي تؤدي إلى مشاكل جمّة على غرار ما يحدث حالياً في الغرب، إضافة إلى التوليد المستمر للطاقة لأغراض التنمية المستدامة،إذ تعمل المحطة لنحو {٩٢٪ }من عدد ساعات العام، وهذا أكبر عدد ساعات لتشغيل أي محطات للطاقة في العالم.بل تعتبر محطة الضبعة مشروع إستثماري من الدرجة الأولى، فبإمكان مصر إسترداد قيمة تنفيذ المشروع خلال خمسة عشر عامًا الأولى من التشغيل.

كما تستهدف مصر من بناء محطات طاقة نووية، أن تصل نسبة إنتاج الكهرباء من تلك المحطات إلى نحو {٩٪} من إجمالي الطاقة المنتجة بمصر.

 

• والجدير بالذكر أن صناعة الطاقة النووية وأسواقها العالمية تحت قبضة روسيا الإتحادية لما تمتلكه من تكنولوجيا حديثة توفر المفاعلات النووية بأقل تكلفة وأكثر فاعلية مع توافر شروط السلامة الكاملة.

و بحسب خبراء الطاقة، أكدوا أن روسيا تسيطر على الصناعة النووية في العالم عبر ذراعها الأقوى في القطاع شركة «روساتوم» أكبر مُصدّر للوقود النووي والمفاعلات في العالم.

حيث أن الإعتماد العالمي على اليورانيوم والوقود النووي الروسى كبير، لأن معظم الدول { الإثنين وثلاثين } التي تستخدم الطاقة النووية عالمياً تعتمد على روسيا في جزء من سلسلة توريد الوقود النووي الخاصة بها، وروسيا هي أيضاً مصدر لليورانيوم، المكون الرئيسي في الوقود النووي.

كما أن أوروبا تحصل على نحو{٢٠٪} من اليورانيوم من روسيا، وتعتمد الولايات المتحدة الأميركية على روسيا في { ١٦٪} من اليورانيوم، مع {٣٠٪} من أثنين من شركاء موسكو المقربين هما كازاخستان وأوزبكستان، كما أن روسيا تمتلك {٤٠٪} من إجمالي البنية التحتية لتحويل اليورانيوم في العالم عام 2020 و{٤٦٪} من إجمالي قدرة تخصيب اليورانيوم في العالم عام 2018، فضلاً عن أن ثمانية محطات لتوليد الطاقة النووية من أصل {مائة وثلاثة} في الاتحاد الأوروبي تمثل {١٠٪} من إجمالي طاقة الكهرباء النووية في الاتحاد الأوروبي تعتمد على إمدادات الوقود النووي الروسي.

لذلك نجد أن الغرب المدافع عن الحرية والديمقراطية بكل جوارحه فى أوكرانيا لم يقترب من شركة روساتوم إطلاقاً فى منظومة عقوباته ضد روسيا !!..

 

• كما تمتلك روسيا تكنولوجيا حديثة للمفاعلات النووية تسمى المفاعلات المصغرة، هذه المفاعلات أقل تكلفة وأكثر فاعلية من المفاعلات القديمة وتمتاز بتوفر شروط السلامة الكاملة، ولا تحتاج إلى وجود مسرعات وأجهزة طرد مركزية لإستخلاص اليورانيوم المخصب من اليورانيوم الطبيعي، وبالتالي تتجه الكثير من الدول إلى المفاعلات المصغرة كجزء من الحلول لمواجهة أزمة الطاقة، فهناك مشاريع في السعودية ومصر وتركيا وهنغاريا وغيرها.

يذكر أنه في عام 2021، كان هناك {439 }مفاعلاً نووياً قيد التشغيل حول العالم{ 38} منها في روسيا، و{42} مفاعلاً إضافياً تم تصنيعها بإستخدام تكنولوجيا المفاعلات النووية الروسية، و{15} مفاعلاً آخر قيد الإنشاء في نهاية عام 2021 تم بناؤها بإستخدام التكنولوجيا النووية الروسية.

 

•أما الإستشهاد بكارثة مفاعل تشيرنوبل كدليل على ضعف أمان المفاعلات الروسية .برغم أن هذا الحادث مر عليه أكثر من ثلاثين عاماً وتكنولوجيا بناء المفاعلات تغيرت وتطورت إلا أن المفاجأة الصادمة أن هذا الحادث الرهيب نتج عن خطأ فى تجربة علميه كان يتم إجراؤها داخل المفاعل.

 

و أصدق تقرير عن الحادث تقرير الأمم المتحدة ذاتها المنشور على صفحتها عن الحادث .يوم 26 أبريل 1986بدا أن إيقاف النظام فى تجربة علمية لمدة عشرون ثانية لإختبار أثر إنقطاع الكهرباء هو مجرد إختبار آخر للمعدات الكهربائية. إلا أن خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم فى توليد الكهرباء أدى إلى إرتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الإشتعال.

فبعد سبع ثوان، أدى إرتفاع درجة الحرارة إلى إحداث موجة إنفجار كيميائية، أطلقت بدورها ما يقرب من {520} نويدة من النويدات المشعة الخطرة إلى الغلاف الجوي.

 

•في حين أن رئيس الفريق المناوب أنتبه إلى الخطر وحاول إغلاق المفاعل مما يجعل أعمدة الغرافيت تنزل في قلب المفاعل وتبطئ من سرعة التفاعل النووي وتكون الحرارة، إلا أن هذه الطريقة جعلت الحرارة تزداد لوهلة قبل أن تشرع في الإنخفاض.

وبما أن المولد كان غير مستقر والدورة الحرارية مشوشة من آثار الإختبار، كان هذا هو العامل الذي أدى إلى إعوجاج أعمدة الغرافيت وعدم إمكانية إسقاطها في قلب المفاعل وجعل الحرارة ترتفع بشكل كبير وتشعل بعض الغازات المتسربة وتتسبب في الكارثة.

 

فى النهاية نتمنى الخير لمصرنا الحبيبه وأن يكون هذا المشروع فاتحة خير لمصر والمحبين لها.عاشت مصر بلادى حرة أبية عصية على كل غادر وسلمت بلادى من كل سوء بفضل أبنائها المخلصين الأوفياء الشرفاء من أبناء الوطن…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى