مقال

لا كرامة لمن يتسول الحب

جريدة الاضواء

لا كرامة لمن يتسول الحب

 

بقلم/السيد شحاتة

 

الحب من أجمل المشاعر الإنسانية التي يمكن أن يصادفها المحبين بصدق

 

فالحب ليس بكلمات نرددها ولا قصيدة شعر ننظمها ولكنه إلتقاء جسدين في روح واحدة هو عطاء بلا حدود ولكن حينما تجف منابعه ويتنكر طرف لآخر وينكسر كل شئ فيتحول إلي أرض جرداء لازرع فيها ولا ماء

 

والحب الحقيقي قائم على المساواة في الشموخ علي قوة هائلة بين المتحابين فهو ليس ضعفا فإذا ماتحول لضعف فهنا يعتبر تسولا للحب

 

ولكن هناك بعض العلاقات العاطفية قد تقود طرف بظروف استثنائية إلي تسول الحب والاهتمام من الطرف الآخر

 

وهذا بإعتقادي ليس حبا ولكنه نقص في الكرامة وعدم إحترام الذات حيث لو كان حبا حقيقيا غير مزيفا وغير قائم علي رغبات شخصية لحاول كل طرف من أطراف العلاقة ألا يسبب للآخر أي نوع من الألم

 

فإذا لم تستطع أن تمنع نفسك من هذا الشعور فهو حب مزيف فلا تتسولوا الحب من خلال علاقة لاتوفر لأطرافها نوعا من السعادة والنمو حتي لا تتآكل داخليا وتنهار عاطفياً وهذه تعتبر خيانة لمشاعرك وأنت مشارك فيها

 

فٱحذر أن تفقد كبرياؤك وتهان كرامتك في علاقة لا فائدة منها وحتي لاتترك الفرصة للطرف الآخر بأن يتلاعب بمشاعرك

 

فالعاطفة التي لاسمو فيها مدمرة حيث تكون بدايتها لذة ونشوة وأوسطها قلق وإضطراب ونهايتها مشاكل قد تصل بك إلي حد الضياع

 

وإعلم أن العاطفة الصادقة ليست بوهم ولن تنجرف بك إلي التسول المهين والمؤدي إلي ضياع العمر والجهد فتشعر معه بإنهاك مخيف وخوف دائم من فقدان من تحب

 

ومن ثم تعيش في تناقض غريب بعيد عن مبادئك وقيمك حيث من اسوأ أنواع التسول العاطفي إستجداء المشاعر مع إنطفاء شموع الحب في قلب من نحب

 

وأخيرا لاتتسولوا الحب وإحفظوا كرامتكم حتي لاتكونوا دائما عرضة للإهانات المستمرة التي قد تصل في بعض الأحيان إلي كلام جارح حيث يعتقد الطرف الآخر بأنك لن تستطيع البعد والحفاظ علي ماتبقي من كرامتك

 

كفانا الله شر التسول العاطفي فإمنح نفسك وقتا لنكران هذا الواقع المرير حتي تتخلص من مشاعر مزيفة تحطمت وإحتفظ بنقاؤك ونقاء مشاعرك لمن يستحقها

 

مع تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى