مقال

إستقامة الفعل مع القول

جريدة الاضواء

إستقامة الفعل مع القول

بقلم/هند السيد شحاتة

بداية لدينا تساؤل لكل منا كم مرة لم تتوافق أقوالك مع أفعالك ومشاعرك مع مبادئك حيث أن الأفعال هي المقياس الحقيقي وليست الأقوال

فالتظاهر بالكمال شئ والصدق في الشعور شئ والإدعاء بالأقوال شئ آخر

فقد نري كثيرا من الناس يتكلمون بالموعظة والحكمة وينادون بالعلم وهم شرار الخلق في الأرض بل ضميرهم غير متواجد فيفسدون وينتهكون كل قيمة جميلة فإذا ما خاصموا فجروا وإذا نطق لسانهم نطق بهتانا وضلالا وربما تجدهم وهم يتكلمون يذرفون الدمع وإذا خلو إلي أنفسهم فما هم إلا فنانون بارعون وجوهرهم خلاف ظاهرهم وهؤلاء نزل فيهم قول المولي عز وجل (ياأيها الذين آمنوا لما تقولون مالا تفعلون )

إن الإستقامة الأخلاقية إلتزام صعب من النادر أن نجد فيه الكثيرون بل قد يندر أن ننجح في تطبيقة في المجتمع علي الرغم من أنه مطلب أساسي للجميع يحقق الترابط بين الناس (قل آمنت بالله ثم إستقم)

فلابد من إقتران القول مع السلوك فلا نترك مساحة خاليه بينهما فكثير من الأفكار والاقوال تتطلب شجاعة تجعل صاحبها يقف بلا وجل فمعرفة الحق سهله ميسرة وقد نلتزم بها أوقاتا دون أخري ولكن المشكلة هنا هي الثبات علي هذا الحق

فالإستقامة هي الحرية والبعد عنها هي الدونية فلا تتبع الحمقي في سيرهم ولا تبالي بنصائحهم وكذلك أيضا ضعاف الهمم وهذا ماصدره الغرب للمسلمين أن إستقامتك ضد حريتك

إن التضارب بين مانقوله وما نفعله هي ازدواجية تمثل خداعا في السلوك البشري وتلونا غير مرغوب فيه حيث قد يصل بالإنسان إلي فقدان الثقة في نفسه فلايستطيع أن يتحمل مسؤولية أي أعمال قد يكون موكولا بها
فضلا أنك بهذا تزيف نفسك أنت أولا فتبدأ في الضياع وثانيهما أنك تخدع الناس فتساهم في ضلالهم

فاستقامة الفعل مع القول والثبات على المبدأ أقوى وأسرع سبل التربية الناجحة فإذا كان المربى هو المثال الحي المرتقي في درجات الكمال فإنه يثير في نفس المتربي قدرا كبيرا من الإعجاب والتقدير والمحبة

ومن ثم يتطلع إلى محاكاته والاقتداء به بما تولد لديه من حوافز قوية تحفزه لأن يعمل مثله حتى يحتل درجة الكمال التي رآها متمثلة فيه

إن القوة التربوية الهائلة في القدوة الحسنة المتحلية بالفضائل العالية ترجع إلى أنها تعطي الآخرين قناعة بأن بلوغ هذه الفضائل من الأمور الممكنة التي هي في متناول القدرات الإنسانية

وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى