مقال

الدكروري يكتب عن فاطمة بنت قيس والجساسة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فاطمة بنت قيس والجساسة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

روى الإمام مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس قالت، سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينادي الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال ليلزم كل إنسان مصلاه ثم قال أتدرون لم جمعتكم، قالوا الله ورسوله أعلم، فقال صلى الله عليه وسلم، إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر.

ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أَقرب السفينة، فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أَهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله، من دبره من كثرة الشعر فقالوا ويلك ما أنت فقالت أنا الجسَّاسة قالوا وما الجساسة قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال لما سمت لنا رجلا فرقنا أى خفنا، منها أن تكون شيطانه قال فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا ويلك ما أنت قال قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم، قالوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم أى حين هاج، فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه.

فجلسنا في أَقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانه فقال أخبروني عن نخل بِيسان، قلنا عن أي شأنها تستخبر قال أسألكم عن نخلها هل يُثمر قلنا له نعم قال أما إنه يوشك أن لا تثمر، قال أخبروني عن بحيرة الطبرية، قلنا عن أي شأنها تستخبر قال هل فيهما ماء، قالوا هي كثيرة الماء، قال أما إن ماءها يوشك أن يذهب، قال أخبروني عن عين زغر، قالوا عن أي شأنها تستخبر، قال هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها.

قال أخبروني عن نبي الأميين ما فعل، قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال أقاتله العرب، قلنا نعم، قال كيف صنع بهم، فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه، قال لهم قد كان ذلك، قلنا نعم، قال أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وأني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة فهما محرمتان عليَّ كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا أى مسلولا، يصدني عنها وإن على كل نقب أى الفرجة بين جبلين، منها ملائكة يحرسونها، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة.

ألا هل كنت حدثتكم ذلك، فقال الناس نعم، فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق، قالت فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد توفى تميم الدارى بالشام سنة أربعين من الهجره، وقبر في بيت جبرين في فلسطين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى