مقال

الدكروري يكتب عن صحابيات في الغزوات

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن صحابيات في الغزوات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان هناك من زوجات الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من تخرج في الغزوات للعمل الإنساني التطوعي من سقي الماء وعلاج الجرحي والمرضي، وقيل أن النساء المداويات للجرحى في الغزوات كن في الغالب، برفقة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، التي يصطحبها في الغزوة، فيقول وكانت الصحابية المتطوعة للتمريض، يخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين أن تكون في رفقة قومها أو أن تكون في رفقة أم المؤمنين التي كانت قرعتها في الخروج معه عليه الصلاة والسلام، ولقد اشتهرت رفيدة الأنصارية بمداواة الجرحى في العهد النبوي، ولقد كان للمرأة في الإسلام دور مهم في شتى مجالات الحياة، وينظر الإسلام إليها كونها تلعب دورا أسريا ومجتمعيا.

كما أنها شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة، وكان الطب والتمريض عند العرب قبل الإسلام خدمة تعتمد على المتوارث عليه من الطب الشعبي، وتعد مهنة التمريض من أقدم المهن في الإسلام، واتفق الباحثون في مجال التمريض على أن التمريض في الإسلام بدأ في زمن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عندما شارك المرأة في العمل الاجتماعي وسمح لها بخدمة المجتمع، وبالتالي لم تكن الرعاية الصحية وقفا على الرجال، ولكن زاولته النساء وبرعن فيه، فكانت النساء تمرض المرضى وتداويهم في أيام السلم والحرب، ومنهن من اشتهر بالطب مثل السيده عائشة بنت أبي بكر وأسماء بنت عميس والشفاء بنت عبد الله ورُفيدة الأسلمية، وآخريات عرفن بالآسيات.

وهى كلمه تعني الممرضات مثل نسيبة بنت كعب المازنية وأميمة بنت قيس الغفارية وغيرهن، وقد عرفت السيده رُفيدة الأسلمية كممرضة معطاءة من خلال مهاراتها الطبية، في أوقات الحروب والسلم، ولم تكن بمفردها، فكان معها نسوة يساعدنها، وقيل أنها قامت رُفيدة الأسلمية بتدريب نساء أخريات، من ضمنهم أمهات المؤمنين مثل عائشة بنت أبي بكر لكي يصبحن ممرضات ومن أجل العمل في مجال الرعاية الصحية، كما يصفها البعض بأنها كانت أخصائية اجتماعية، وقد ساعدت في حل المشكلات الاجتماعية المتعلقة بالأمراض ومساعدتها للأطفال المحتاجين ورعاية الأيتام، والمعاقين والفقراء، وقيل أن رُفيدة كانت تدخل أرض المعارك وتحمل الجرحى، وتضمد جراحاتهم، وتسعفهم.

وتسهر على راحتهم، وتواسيهم، وأنها كانت تنقل في خيمتها متطلباتها وأدواتها واحتياجاتها على ظهور الجمال إلى أرض المعارك، ثم تقيمها أمام معسكر المسلمين، وقيل أنها كونت فريقا من الممرضات، تتقسم واجباتهن على رعاية المرضى، وأنها كانت ثرية تنفق من حُر مالها على ذلك، وأنها كانت ماهرة في الجراحة، ولما رأت انغراس السهم في أكحل سعد بن معاذ، سارعت إلى إيقاف النزيف، وأبقت السهم حتى لا يزداد النزيف، ويصفها بأنها صاحبة الخيمة الطبية الأولى في التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى