مقال

الدكروري يكتب عن أم سعد الأنصارية تبايع النبي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أم سعد الأنصارية تبايع النبي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكر الإمام ابن حجر رحمه الله في كتابه الإصابة، قال أن أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم أم سعد بن معاذ وهي كبشة بنت رافع بن عبيد، وأم عامر بنت يزيد بن السّكن، وليلى بنت الخطيم، وكم كان سرور أم سعد عظيما حينما ترامى إلى سمعها قول النبي صلى الله عليه وسلم يذكر دارها ودور الأنصار بخير، فقال” خير دور الأنصار بنو النجّار ثم بنو عبد الأشهل ، ثم بنو الحارث الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير” وقد قيل أن أختي كبشة قد اسلمتا وبايعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما الفريعة أو الفارعة بنت رافع، وسعاد بنت رافع وهي أم أسعد بن زرارة أحد النقباء الأخيار، وهو ابن خالة سعد بن معاذ رضي الله عنهم جميعا، وكانت السيده كبشه رضي الله عنها، من السابقات في الخير.

وأول من بايع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ولها مواقف تدل على إيمانها وجهادها وصبرها، ففي غزوة أحد خرجت مع النساء تطمئن على سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوصلها خبر استشهاد ولدها عمرو بن معاذ، وعندما وصلت أرض المعركة وعلمت بسلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حمدت الله تعالى واعتبرت مصيبتها هينة، وفي غزوة الخندق أصيب ولدها سعد إصابة خطيرة، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيادته، فلقيه في لحظاته الأخيرة، فأخذ رأسه ووضعه في حجره قائلا “اللهم إن سعدا قد جاهد في سبيلك، وصدّق رسولك وقضى الذي عليه فتقبل روحه بخير ما تقبلت به روحا” وكان مصاب أمه كبشة في ولدها عظيما، ولكن عزاءها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول.

“لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذط ولم تذكر كتب التاريخ يوم وفاة الصحابية الجليلة كبشة بنت رافع، التي أعلت كلمة الحق والدين، وكانت مثالا يحتذى للرأي والحكمة والعقل والشجاعة والصبر، رضي الله عنها وأرضاها، وقد سجّل التاريخ لأم سعد صفات وفضائل كريمة، ومواقف إيمانية تشير إلى مكانة النبي العظيم صلى الله عليه وسلم، في نفسها، وتقديم الأبناء شهداء في سبيل الله سبحانه وتعالى، ففي غزوة بدر خرج ولداها سعد بن معاذ، وأخوه عمرو ابن معاذ رضي الله عنهما وجاهدا في سبيل الله، وابلى كل واحد منهما بلاء حسنا، وعادا مع المسلمين إلى المدينة يحملون بشائر النصر، ففرحت الأم المؤمنة بنصر الله، وأما في غزوة أحد فقد خرجت أم سعد رضي الله عنها مع من خرج من النساء.

ينظرن إلى سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن وردت الأخبار إلى المدينة باستشهاد عدد من المسلمين ، وكان من بين الشهداء ابنها عمرو بن معاذ رضي الله عنه، ولكن هذه الصحابية الجليلة كانت ترجو سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واقبلت بسرعة نحو أرض المعركة فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم، سالما حمدت الله وقالت” أما إذا رايتك سالما فقد اشوت، أي هانت المصيبة، فعزّاها النبي صلى الله عليه وسلم، بابنها عمرو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى