مقال

الدكروري يكتب عن رجال صدقوا الله في القادسية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن رجال صدقوا الله في القادسية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر التاريخية أن عرفجة بن هرثمة كان أحد الذين أبلوا أحسن البلاء في القادسية وفي المعارك الأخرى التي قادها سعد بعد القادسية حتى دخل المدائن عاصمة الامبراطورية، وكان فتح المدائن عاصمة الأكاسرة ومقر كنوز كسرى بن هرمز في صفر فى السنة السادسة عشر من الهجرة وكان الملك كسرى يزدجرد قد هرب إلى حلوان، فأقام عرفجة بن هرثمة مع سعد بن أبى وقاص والصحابة وجند المسلمين في المدائن وأسسوا عصرها العربى، وظل العرب المسلمين وعوائلهم في المدائن حتى فتحت تكريت، والموصل، وجلولاء، وبعدها تحولت الأسر إلى الكوفة، والبعض الآخر منهم تحول إلى البصرة ومنهم عرفجة بن هرثمة مع عتبة بن غزوان، وفى السنة السادسة عشر من الهجرة.

ولما افتتح سعد بن أبى وقاص المدائن، بلغه أن أهل الموصل، اجتمعوا بتكريت على رجل من الروم يقال له الأنطاق، فكتب سعد لعمر بن الخطاب في قضية أهل الموصل الذين قد اجتمعوا بتكريت على الأنطاق، فأمره أن يعين جيشا لحربهم، ويؤمر عليه عبد الله بن المعتم، وأن يجعل على مقدمته ربعي بن الأفكل، وعلى الميمنة الحارث بن حسان، وعلي الميسرة فرات بن حيان، وعلى الساقة هانئ بن قيس، وعلى الفرسان عرفجة بن هرثمة، وقال ابن الأثير فتح تكريت والموصل وسبب ذلك أن الأنطاق سار من الموصل إلى تكريت وخندق عليه ليحمي أرضه، فبلغ ذلك سعدا فكتب إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه عمر رضى الله عنه أن سرح إليه عبد الله بن المعتم واستعمل على مقدمته ربعي بن الأفكل.

وعلى ميمنته الحارث بن حسان الذهلي وعلى ميسرته فرات بن حيان العجلي وعلى ساقته هانىء بن قيس وعلى الخيل عرفجة بن هرثمة، وبما أن الفرسان هم القوة الأساسية في الجيوش فإن عرفجة هو القائد الذى كان له الإسهام الأوفر في ذلك المسير والفتح لتكريت والموصل، فقد نزل ذلك الجيش على تكريت، فوجدوا أنطاق قد اجتمعت إليه جماعة من الروم ومن مسيحيي العرب من إياد وتغلب والنمر قد خندقوا حولهم، فحاصرهم أربعين يوما حتى يأس العرب وراسلوا ابن المعتم يسألوه السلم، فقبل شريطة أن يعاونوه على عدوه عبر حيلة اتفق معهم عليها، وفي صباح اليوم التالي، شد المسلمون على عدوهم وكبّروا، فكبّر عرب ربيعة، فظن الروم أن المسلمين قد أحاطوهم من الخلف، فاضطربت صفوفهم وتم النصر للمسلمين.

ثم أرسل ابن المعتم ربعى بن الأفكل وعرفجة في سرية كبيرة إلى الحصنين وهما نينوى وهو الحصن الشرقى والموصل وهو الحصن الغربى، قبل أن تصلها أخبار هزيمة الأنطاق، ففوجئوا بالسرية وخضعوا على أن يؤدوا الجزية، وكان فتح تكريت والصلح مع أهل الموصل ونينوى في جمادى الأول فى السنة السادسة عشر من الهجرة فلما بلغ عمر بن الخطاب الانتصار، ولى عرفجة بن هرثمة على مالية ضرائب أهل الموصل، وظل عرفجة بن هرثمة على الخراج ستة أشهر من جمادى الأولى وحتى ذي الحجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى