دين ودنيا

فضل الدعاء في العشر الأخيرة من شهر رمضان

جريدة الأضواء

فضل الدعاء في العشر الأخيرة من شهر رمضان

★آلَلَوٌآء.أ. حً. سِآمًيَ مًحًمًدٍ شُلَتٌوٌتٌ.

※ اليوم نكون قد دخلنا فِعليًا في ليلة العشرين من شهر رمضان.. ركزوا معي في عشرة نقاط مُختصرة وسريعة ومُحدّدة.

١- ليلة القدر سُمّيت هكذا لأنها تُقدّر فيها مقادير العباد السنوية {فيها يُفرق كلّ أمرٍ حَكيم}.
ربنا كتب على الإنسان نوعين من الأقدار:
-أقدار أزلية » لا تتغيّر.
-أقدار مُعلّقة » تُرَدُّ بالدعاء.
مِثال: إذا كتب الله لك قدرًا سيئًا للسنة القادمة (وفاة ابن/ فشل في زواج/ فسخ خطوبة/ حادثة سيارة.. الخ)
وصِرت تدعو بإخلا‌ص في ليلة القدر بالتوفيق والسعادة والعافية والنجاة، فإنّ الله عز وجل يأمر الملائكة أن يمسحوا الصحيفة التي كُتب فيها الشقاء ويكتبون لك ما طلبت {يَمحُو اللهُ مَا يشاء ويُثبِت، وَعِندَهُ أُمُّ الكِتاب}.

٢- ليلة القدر بعبادة« ٨٤»سنة بل هي خيرٌ منها {خَيْرٌ مِن ألفِ شَهر}
ليلة واحدة بأكثَر من« ٨٤»سنة عبادة، الساعة في ليلة القدر بأكثر من« ٨» سنين عبادة، والدقيقة بأكثر من «٥٠» يوم عبادة، أين المُشمّرون؟

٣- لا يُوجَد دليل شرعي ثابث صحيح يُجِزم أو يحسم أن ليلة القدر هي ليلة السابع و العشرين.
معلوم وثابت عند جماهير أهل العلم أن ليلة القدر تتنقّل وليست ثابتة، سنة تكون ليلة خمس وعشرين، وسنة ليلةسبع وعشرين، وسنة تسع وعشرين.

٤- خطأ كبير وخلل عظيم أنك تجتهد في تلاوة القرآن والقيام والدعاء وأعمال الخير في الليالي الوترية فقط وتتكاسل وتتراخى في غيرها، فتكون قد فعلت كالذي عنده إمتحان في عشرة دروس فدرس منها خمسة فقط.. أبسط قَواعِد المَنطِق تقول أنّه لن يُحصِّل دَرجة عالية في الامتحان لو جاء سؤال من الدروس التي لم يدرسها. فلا يجب المغامرة والمجازفة بليلة القدر.

٥- لا تُسخِّر طاقتك ومجهودك في الإنشغال بليلة القدر متى تكون، وفي أي يوم، ولا تشغل نفسك بعلاماتها. سخّر جهدك وطاقتك في أنك تجتهد في العشر ليالي وكأنها آخر عشر ليالي من حياتك وليلة القدر تأتي ساعةَ ما تأتي.
اِتْعَب أنت وكلما كنت صادقًا وجادًا سيكون إحساسك وشعورك بها صادقًا وجادًا.

٦- لو كنت مِن الذين فَرّطوا و ضيّعوا أول رمضان، فما زال عندك فرصة فلا تضيعها.
يقول ابن تيمية:
« العِبْرَة بكَمَالِ النهايات لا بِنَقصِ البدايات». اِنْقِذ ما يُمكن إنقاذه..
قال أحدهم «حُسن الخِتام خيرٌ من حَماسَةِ البِدء». والأعمال بخواتيمها.

٧- الحكمة من إخفاء ليلة القدر أننا نجتهد في العشر الأواخر كلها وإلّا كان الله عز وجل أخبرنا عنها كما في يوم عرفة.

٨- جهّز ورقة وقلمًا وأكتب فيها حاجاتك ورغباتك ودعواتك و إدْعِ بها في كل وقت وكل أذان إلى إنتهاء رمضان. وتحرَّ أوقات الإجابة وخصوصًا الثلث الأخير من الليل، وقبل الفطور، وعصر الجمعة القادِم بإذن الله. ولا تَدْعُ بلسانك، بل بقلبك، وحاول أن تبكي أثناء دعائك، وإنْ لم تستطِع، فتباكَىٰ.
قال ابن عبّاس رضي الله عنه:«للعبد مع الله قَدَرَان: قَدَرٌ بالدعاء، وقَدَرٌ من غير الدعاء»
أي أنّ هناك قَدَرٌ واقعٌ رَهن دُعائك، فأيُّ عاقِل يحرم نفسه من جَميل القَدَر بإمساكه عن الدعاء؟!
يقول أحد الصالحين «ما أدَمت الدُّعاء في رَمضان على أمرٍ إلا وتَجلَّىٰ ظاهرًا في شوّال.».

٩- أغلِقوا التلفزيون والتليفون ومواقع التواصل على الأقل من المغرب للفجر من كُلِّ يَوم. وقسّم وقتك ونوّع لنفسك (صَلِّ، فإن تعبت فاقرأ القرآن.. فإن اُرهِقت فسبِّح.. فإن فرغت فادعُ.. فإن قَرُبَ الفجر فاستغفر الله.)

١٠- المحروم والله من فرّط في ليلة القدر، ليلة العِزّ، ليلة الكنز، ليلة الفَوز. يقول ابن الجوزي رحمه الله
«إنَّ الخَيل إذا شارفت نِهاية المِضمَار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق.. فلا تَكُن الخَيل أفطَنَ مِنك، فإنما الأعمال بالخواتيم، فإنك إذا لم تحسن الاستقبال، لعلك تُحسِن الوَدَاع»…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى