مقال

تمرد ولا تتمرد ” لحظة مع النفس “

جريدة الأضواء

كتب /عماد الملاح

 

إن صلاح القلب وسلامته بمحاسبة يبدأ عندما تقرر أنت أن تجلس يوماً مع نفسك وتحاورها بلحظة صدق تخلو منها أى حوارات ومجادلات لن تشعرك بالسعادة ولا نجاح بل تحطم مافيك من جميل ولهذا الجلوس يبدأ مع النفس ومحو واتخاذ القرارات لعلاج وتغير الطريق أو التفكير عن كل عمل سيئ قمنا به فإن المحاسبة تكشف للإنسان عن عمله وعيوبه وباب إصلاح عظيم

لا يشترط ان تعتزل الكون والعالم المحيط بل محاسبة النفس يمكن ان تنبت فى ثوان ولحظات أو دقائق معدودة وأن و الدعوه إلى إصلاح النفس هي تجنب واعادة ترتيب لكل شخص فى حياتنا ممن بقوا ومن تجاهلوا وايضا رحلوا بحسن القرار تنجو أن عمله والاستغفار والتوبة لله تعالى اعظم لحظات الصدق وعتاب النفس وتنجى المسلم من عذاب الله عز وجل وترك النفس وعدم محاسبتها يؤدي إلى تسهيل وقوع المسلم بالمعاصي وهلاك القلب وخسارة

نفسك ربما فاحذر.

 

فتمرد ففي التمرد حكمة عظيمة للبشرية جمعاء وربما نعمة شعور وهبة الله عز وجل لعبادة الصالحين لكي ينجوا بأنفسهم من غرور أو كلمات تؤذى النفس بالنفس والغير أو انك سلكت طريق وتفكير مؤذى فعليك بتجاهل الوضع وأن تتمرد ولكن أحذر بشدة ان تتمرد فينقلب جهاد نفسك على خسارة نفسك.

وكل ماهو خير وجميل فيجب عليك أن تتمرد على كل شيء قبيح وأولها انحراف نفسك واسترجاع الأخلاق لأنها المنهج والعقيدة والتشريع لحياتك لتعامل مع نفسك والغير وعدم التعدى على حقوق الآخرين وحب النفس ومحاسبتها ليست انانية بل أجمل أنواع جهاد النفس ومحاسبتها بحرص شديد وقوة لا تقيم و كلمات عن محاسبة النفس تذكر و فكر في كل يوم أنه ليس لك سوى يومك الذي أنت فيه فلن تخطئ أبداً وتعيش الغد كاليوم ياعزيزى و لا أتذكر أن الشياطين أطغوني في أمر واحد مرتينةو ماذا عملنا مما يحب الله تعالي وماذا عملنا مما لا يحب الله.

 

و لا يستطيع إنسان منا أن يختار يوما يحيا فيه كما ينبغي إن لم يحسبه آخر يوم من حياته في الدنيا فهذة سنة الحياة وتجعلك أسعد الناس واصطلح أنت مع نفسك تصطلح معك السماء والأرض ووفكر في كل يوم أنه آخر ما بقى لك في مسيرة الكون فإن ذلك ينقذك من الخطية و كل يوم لا تجلس فيه ساعة بينك وبين نفسك متفكراً بأي الأشياء أخطأت وبأي أمر سقطت لتقوم ذاتك فيه فلا تحسبه من عداد أيام حياتك واياك الويل لمن لا يبكي ولا يندم ولا ينقى عيوب نفسه ما دام هناك وقت للتوبة.

 

اجلس وحدك ودون أفكارك واركنها بجانبك وفقط تمسك بروحك التى انت فقط وربك وليس عيبا عند محاسبة النفس بعد تمرد واقتناع ان تجعل تصنيف كل من حولك لدرجات وتقيم نوع التعامل من يستحق ومن لا يستحق فنفسك غالية الغالين عليك وعن. عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله: “حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإنّ من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدّة، عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة . ”

ويعجبنى جدا قول الحسن رضي الله عنه قال: “لا تلقي المؤمن إلّا بحساب نفسه: ماذا أردت تعملين… وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين… والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه”

و اجمل الأقاويل عندما قال قتادة في قوله تعالى:” وكان أمره فرطاً، أضاع نفسه وغبن، مع ذلك تراه حافظاً لماله، مضيعاً لدينه. قال الحسن: إنّ العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته”.

 

أن المساوئ محاسن تضر إذا شعرت بها وتجاهلها والعيوب كمالاً اذا شعرت بالألم والاعتراف بهاوتقرر أن تاخذ خطوة صادقه وصالحة فإن محاسبة النفس النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السعادة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها أموالنا لذوي الميراث

نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها أين الملوك التي كانت مسلطنة حتى سقاها بكأس الموت ساقيها فكم مدائن في الآفاق قد بنيت أمست خراباً وأفنى الموت أهليها لا تركنن إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يفنينا ويفنيها لكل نفس وإن كانت على وجل من الموت آمال تقويها المرء يبسطها والدهر يقبضها والنفس تنشرها والموت يطويها إنما المكارم أخلاق مطهرة الدين أولها والعقل ثانيها والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والفضل سادسها والبر سابعها والشكر ثامنها والصبر تاسعها واللين باقيها والنفس.

تعلم أني لا أصادقها ولست أرشد إلّا حين أعصيها واعمل لدار غداً رضوان خازنها والجار أحمد والرحمن ناشيها قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها أنهارها لبن محض ومن عسل والخمر يجري رحيقاً في مجاريها والطير تجري على الأغصان عاكفة تسبح الله جهراً في مغانيها من يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يحييها فتعاهد من اليوم أن تمارس وتنشىء خطوة صادقه كل يوم من اليوم أن تجالس نفسك فى لحظة صادقة مع النفس بالنفس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى