مقال

الدكروري يكتب عن الملك الأكدي نرام سن

الدكروري يكتب عن الملك الأكدي نرام سن

الدكروري يكتب عن الملك الأكدي نرام سن
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الملك نرام سن الأكدي، وهو ابن المك رموش ابن الملك سرجون الأكدي، وهنا يتبين أن الملك نرام سن هو حفيد المؤسس الأول سرجون الأكدي، وقيل أنه قام الملك نرام سن في فترات ملكه وحكمة بإعمال عمرانية واسعة فنظم الحياة الاجتماعية في البلاد وسار على القوانين الموحدة، التي نشرها جده سرجون وجعل اللغة الاكدية لغة رسمية في جميع الهلال الخصيب، وبعد إن حكم سبعة وثلاثين سنة تولى الحكم بعده ابنه، وبذل شر كلي شرى ما في وسعه للمحافظة على الإمبراطورية الواسعة ولكن مساعيه كانت دون جدوى إذ إن كثيرا من المقاطعات البعيدة انفصلت عن المركز وتحركت في زمنه وما بعده جموع من سكان الجبال الشرقية عرفوا بالكوتيين.

كما إن السومريين كانوا يتحينون الفرص في الداخل للاستقلال بمدنهم القديمة، وبعد وفاة شر كلي شرى توالى على الحكم بعده سنة ملوك ضعفاء، ثم انفصلت خلال حكمهم أكثر المقاطعات واستقلت بعض المدن السومرية مثل اوروك حتى ان ثبت الملوك كان في حيرة من أمره فيذكر انه أصبح من الصعب معرفة من كان ملكا منهم ومن لم يكن، وأخيرا زحفت أقوام الكوتيين من المناطق الجبلية ونزحت نحو أواسط البلاد وفتحت بلاد أكاد وسومر وخربت المدن فعم الخوف والذعر في البلاد، وكان في ذلك القضاء على المملكة الاكدية بعد أن حكمت زهاء القرنيين، وقد امتدت إمبراطوريته الواسعة من عيلام إلى البحر المتوسط، وعيلام كانت حضارة ما قبل إيرانية قديمة، وتوسعت في العصر الحديث.

إلى أقصى الغرب والجنوب الغربي من إيران، ممتدة من الأراضي المنخفضة التي تسمى الآن محافظة خوزستان ومحافظة عيلام، بالإضافة إلى جزء صغير جنوب العراق، ويُشتق الاسم الحديث عيلام من النقل الحرفي لكلمة إيلام من اللغة السومرية، إلى جانب الأكادية اللاحقة إيلامتو، والعيلامية هيلتمتي، وكانت الولايات العيلامية من بين القوى السياسية الرائدة في الشرق الأدنى القديم، وقد عُرفت عيلام في الأدب الكلاسيكي، وعرفت أيضا باسم سوزيانا، وهو اسم مشتق من عاصمتها سوسة وهى شوشان، وكانت عيلام جزءا من قائمة مدن الشرق الأدنى القديم المتحضرة مبكرا خلال الفترة النحاسية وهو العصر النحاسي، وقد وُجدت سجلات مكتوبة في عام ثلاثة ألاف قبل الميلاد تقريبا موازية للتاريخ السومري.

بالإضافة إلى العثور على سجلات أخرى في وقت سابق بقليل، وكانت عيلام في عصر العيلاميين القديم وهو العصر البرونزي الأوسط، وهى مؤلفة من ممالك واقعة على الهضبة الإيرانية، حيث تمركزت في إمارة آنشان، ثم تمركزت منذ منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد في سوسة الموجودة في الأراضي المنخفضة في خوزستان، وقد لعبت حضارتها دورا حاسما في عهد الأسرة الأخمينية الفارسية التي خلفت حضارة عيلام، إذ كانت اللغة العيلامية من بين اللغات الرسمية المستخدمة هناك، وتعد اللغة العربية عموما لغة معزولة لا علاقة لها باللغات الفارسية والإيرانية، والتي ظهرت لاحقا، ومع ذلك، يفترض بعض اللغويين انتماء اللغتين العيلامية والدرايفية في الهند إلى عائلة اللغة نفسها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى