ثقافةمقال

استشاري علم النفس الرياضي ( القلق الرياضي وطرق علاجه )

 

متابعة نشوى شطا

دكتور عبدالله أحمد بيقولك القلق الرياضي يعتبر إنذار او إشارة لتحسين قوة الرياضي النفسية والجسدية؛ وذلك للقيام بمحاولات الدفاع عن النفس والمحافظة عليها، فمن الممكن أن يؤدي القلق في المجال الرياضي في حال زاد عن الحد الى حالات من عدم التوازن النفسي؛ وهذا الشيء الذي يقوم بإثارة الرياضي للقيام بمحاولات اعادة السيطرة على التوازن النفسي لديه واسترجاع قواه باستخدام مجموعة من الاساليب السلوكية المتعددة.

ويشير استشاري علم النفس الرياضي دكتور عبدالله أحمد أن موضوع القلق الرياضي مجالاً واسعاً في مجال علم النفس العام بصورة عامة وفي مجال علم النفس الرياضي بصورة خاصة؛ وذلك لِما له من نتائج واضحة في التأثير على الحالة النفسية او الحالة الجسدية او كلاهما معاً.

وبسؤاله هل هناك أسباب للقلق الرياضي لدى الرياضيين ؟

يجيب دكتور عبدالله أحمد أن هناك عدة أسباب ومنها :
1. التعرض للمشاكل المتعددة بسبب التنشئة الخاطئة: فمن الممكن أن تؤدي طرق التنشئة الخاطئة منذ الطفولة للرياضيين إلى الإصابة بحالات من القلق الرياضي خلال مسيرتهم الرياضية؛ وذلك بسبب أن المشاكل التي تعرض لها الرياضي في صغره من الممكن أن تؤثر بطريقة سلبية عليه عندما يكبر، فيجب عليه أن يحدد هذه المشاكل القديمة التي عاشها أثناء طفولته والتي من الصعب عليه نسيانها؛ وذلك من أجل القيام بمحاولات التعامل معها بطريقة مناسبة حتى لا تستمر معه حالات القلق والتوتر هذه.

2. ضغوطات الحياة والمواقف الصعبة : ففي حال قيام الرياضيين بالاستسلام للضغوطات التي تواجههم سواءً في حياتهم العادية أو في المجال الرياضي أو قيامهم بالاستسلام للمواقف الصعبة فهذا من الممكن أن يؤدي إلي الإصابة بحالات من القلق الرياضي، ولذلك يجب عليهم أن يقومون بمواجهة المشاكل والضغوطات التي تعترضهم ويقومون بمحاولة البحث عن حلول جيدة لتخطي الإصابة بحالات القلق أو التوتر.

3. وجود تفكك أسري لدى الرياضي في صغره : حيث يعتبر التفكك الأسري من أهم أسباب القلق الرياضي، فمن المعروف أنه لا يوجد شيء أسوأ من وجود حالات من التفكك الأسري لدى الشخص لأنه يؤثر على مستقبل الأطفال عندما يكبرون ويؤثر على شخصيتهم ويعرضهم للقلق مهما كانت وظائفهم وميولاتهم ومنهم الرياضيين، حيث أن الرياضيون الذين تعرضو لحالات من التفكك الأسري في طفولتهم تعرضو لحالات من القلق الرياضي في مسيرتهم الرياضية.

4. وجود حالات من الضعف النفسي بشكل عام : حيث يعتبر الضعف النفسي من أخطر أسباب القلق الرياضي التي قد تصيب الرياضيين خلال مسيرتهم الرياضية، ولذلك يجب عليهم المحاولة في تصور الوضع بصورة جيدة، أو المحاولة في الابتعاد عن مشاعر الضعف، أو المحاولة في تقوية النفس، فهناك أسباب متنوعة ومتعددة تؤثر بشكل سريع على الرياضيين، فأي سبب يبعدهم عن التدريب الرياضي أو عن الأنشطة الرياضية من الطبيعي أن يصيبهم القلق الرياضي بصورة تلقائية.

5. الصدمات النفسية التي يتعرض لها معظم الرياضيين : حيث تُعدّ الصدمات النفسية من أكثر الأسباب التي يكون لها تأثير واضح على صحة العديد من الرياضيين وتحدث لهم حالات مزمنة من القلق الرياضي، كما يتعرض معظم الرياضيين أحياناً إلى حالات من الخوف من البيئة المحيطة بهم، ومن المحتمل أن تكون هذه الأحاسيس ليس لها أي مبرر أو سبب واضح ومقنع، ولكن في حالة الصدمات النفسية من الممكن أن تتطور وتستمر هذه الأحاسيس لديهم.

6. تفكير الرياضيين الزائد في أمور مستقبلهم الرياضي : حيث يتعرض معظم الرياضيين لحالات متعددة من التفكير المبالغ فيه بالمستقبل الرياضي لهم وهذا ما يطلق عليه (قلق التوقّع الرياضي)، فالكثير من الرياضيين يتعرضون لوعكات صحية بسبب توقّعاتهم لأمور رياضية مستقبلية قد لا تحدث، فيتعبون أنفسهم بدون أسباب واضحة، فهذه التوقعات عبارة عن أوهام لا وجود لها.

7. وجود الفراغ لدى معظم الرياضيين : حيث أن وجود الفراغ في حياة معظم الرياضيين يؤدي بهم إلى حالات من التفكير الزائد وبالتالي حُدوث القلق الرياضي لهم، فالرياضيين اللذين تكون حياتُهم مليئة بالإنجازات الرياضية يعتبرون من أقل الرياضيين عُرضة للقلق الرياضي أو التوتّر من الرياضيين الآخرين.

8. إصابة بعض الرياضيين بعدة أمراض : حيث أن تعرض بعض الرياضيين للإصابة ببعض الأمراض مثل مرض السكري أو أمراض القلب، يؤدي إلى حدوث حالة من القلق الرياضي أو الخوف أو التوتر لديهم؛ وذلك بسبب معرفتهم بأن الرياضي الذي يصاب باحدى هذه الأمراض حتماً سوف يتم إبعاده عن الوسط الرياضي؛ وذلك خوفاً على صحته وحفاظاً على حياته.

ويشير دكتور عبدالله أحمد بشكل خاص بأن هناك مستويات للقلق الرياضي يجب الإنتباه لها

و عادةً ما يحدث حالات من التنبيه واليقظة لدى الرياضيين، فتزداد درجات الشعور والحساسية إتجاه معظم الأحداث الرياضية سواء كانت هذه الأحداث داخلية أو خارجيّة، وبذلك تزداد قدرتهم على إمكانية مقاومة الخطر، ويصبح الرياضي ينتظر للقيام بمواجهة خطر رياضي معين يحيط به، ويكون ذلك هو القلق الرياضي فيكون عبارة عن إنذار لوجود خطر ما، من الممكن أن يحدث.

ويتم تقسيم مستويات القلق الرياضي إلى ثلاثة أقسام وهي:

1. مستويات القلق الرياضي المنخفضة :
في هذا المستوى من القلق الرياضي يحدث لدى الرياضيين حالات من التنبيه واليقظة، ويتم حدوث زيادة في درجات الانتباه ودرجات الحساسية خاصةً للأحداث الخارجيّة لديهم، وتزداد قدرتهم على إمكانية المقاومة للمخاطر المتعددة والمتنوعة، وبذلك يقع معظم الرياضيين في حالات من الترقب لمحاولة مواجهة أي خطر يحيط بهم في المجال الرياضي، حيث يصبح القلق الرياضي في هذه الحالة عبارة عن إنذار لوجود خطر ما في الوسط الرياضي ومن الممكن أنه يحدث قريباً.

2. مستويات القلق الرياضي المتوسطة :
في هذا المستوى من القلق الرياضي يحدث لدى الرياضيين عدة حالات متنوعة منها حالة الجمود وعدم وجود التلقائيّة في الأداء الرياضي، وبذلك يصبح أي تغير في السلوك الرياضي يعتبر هو نوع جديد من التهديد لهم، وبالتالي يتم انخفاض مستوى قدرة اللاعبين الرياضيين على الابتكار داخل الوسط الرياضي وعدم قدرتهم على تحسين وتطوير الأداء الرياضي.

3. مستويات القلق الرياضي العليا :
في هذا المستوى من القلق الرياضي يحدث لدى الرياضيين انهيار عصبي أو نفسي، ولذلك يقوموا بمحاولات اللجوء إلى مجموعة من الأساليب المتنوعة منها القديم ومنها الحديث؛ بهدف التخلص من أسباب هذا القلق الذي أصبح قلق مزعج وأصبح يرافقهم حتى في أبسط المواقف الرياضية، فأصبحوا لا يقوموا بالسلوكات الرياضية المناسبة والمفروضة للمواقف الرياضية المتعددة، وفي معظم الأوقات من الممكن أن يبالغوا في ردات الفعل لديهم أو في تصرفاتهم أيضاً عند حدوث بعض المواقف الرياضية.

وبسؤال إجابته تهم الكثير من الرياضيين هل هناك علاج للقلق الرياضي ؟

كانت إجابة استشاري النفسي الرياضي قائلا تكمن أهم الأساليب الإرشادية لعلاج القلق الرياضي فيما يلي:

1• تنمية المهارات النفسية.
2• أسلوب التعزيز الموجب.
3• التدريب على التصور العقلي.
4• وضع الأهداف للرياضي، ومحاولة الوصول إليه عن طريق المثابرة.
5• التذكير بالقيم الدينية التي يحتاج إليها الرياضي، وبخاصة قبل المنافسة الرياضية لتوفير الأمن النفسي للاعب بشكل مناسب.
6• الإرشاد الجماعي، الذي يقوم على مناقشة اللاعبين في المشكلات المرتبطة بقلق المنافسة الرياضية.
7• النمذجة، ويتم ذلك بعرض أفلام أو مواقف يرى اللاعب خلالها كيف يتصرف الآخرون في مواقف المنافسة الرياضية.
8• أسلوب التحصين المنظم، ويتم ذلك بتقديم المثيرات التي تسبب القلق في شكل مدرج القلق، ثم تعريض الشخص لمواقف المنافسة المتعددة بصورة تدريجية حتى يضعف القلق الناتج عن المنافسة الرياضية.
9• محاضرات وندوات تتعلق بـ:
ـ تنمية عادات تصور عقلي جيدة.
ـ الابتعاد عن المنبهات وضرورة حصول الجسم على الراحة ليلة المنافسة.
ـ العمل على تخفيف رهبة المنافسة الرياضية من خلال جميع الوسائل المعنية.
10• العلاج الذهني ـ المعرفي ـ السلوكي :
ويعد من أهم طرق العلاج النفسي المعاصر وأكثرها شيوعًا لاستناده إلى الأدلة العلمية، ولفعاليته في علاج الاضطرابات الانفعالية والسلوكية ولقصر زمنه نسبيًا.
و يساعد بعض اللاعبين الذين يعانون من اضطرابات السلوك، مثل: القلق ـ الاكتئاب ـ الإدمان و يقوم على اكتشاف وحل الكثير من مشكلات اللاعبين من خلال تغيير أنماط السلوك على المدى القصير، بيد أن فعاليتها على سلوك اللاعب تكون على المدى البعيد.
كما أنه يكسب اللاعب مهارات جديدة تساعده على حل مشكلاته التي قد تواجهه مستقبلاً، ومن ثمَّ إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في تفكير اللاعب وسلوكه وشعوره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى