مقال

طاعة الرسول هي طاعة لله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن طاعة الرسول هي طاعة لله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة كما في سنن البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن حبان وابن خزيمة وأحمد والحاكم وغيرهم عن عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم أبو ذر وأبو هريرة وعبد الله بن عمر “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله” وقد أجمع الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين وسائر علماء المسلمين من بعدهم على حجية السنة النبوية ووجوب التمسك بها، ونقل هذا الإجماع الإمام الشافعي، فقال” أجمع الناس على ان من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس، وقال ابن تيمية ” وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولا عاما.

 

ويتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته دقيق ولا جليل، فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما عن الحديث القدسي فهو ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل، أو هو كل حديث يضيف فيه النبي صلى الله عليه وسلم قولا إلى الله تعالى، وقد يكون بأي كيفية من كيفيات الوحي، كرؤيا النوم، والإلقاء في الروع، وعلى لسان الملك، أو من وراء حجاب، أو تكليما مباشرا، وقد يأتي في الحديث بعبارات مثل ” قال الله تعالى” أو ” يرويه عن ربه تبارك وتعالى” أو ” إن روح القدس نفث في روعي ” وهو كلام الله تعالى بالمعنى.

 

واللفظ للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال الشريف الجرجاني ” الحديث القدسي هو من حيث المعنى من عند الله تعالى ومن حيث اللفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ما أخبر الله تعالى به نبيه بإلهام أو بالمنام، فأخبر صلى الله عليه وسلم، عن ذلك المعنى بعبارة نفسه فالقرآن مفضل عليه لأن لفظه منزل أيضا، وقال المناوي” الحديث القدسي إخبار الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم معناه بإلهام أو بالمنام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك المعنى بعبارة نفسه، وقال محمد عبد العظيم الزرقاني، أن الحديث القدسي أوحيت ألفاظه من الله تعالى على المشهور والحديث النبوي الشريف، أوحيت معانيه في غير ما اجتهد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

والألفاظ من الرسول صلى الله عليه وسلم، ونسبة الحديث إلى القدس وهو الطهارة والتنزيه، لأنه صادر عن الله عز وجل من حيث أنه هو المتكلم به أولا والمنشيء له، وأما كونه حديثا فلأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الحاكي له عن الله تعالى، وإن الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي، هو إن الأحاديث النبوية نسبتها إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وحكايتها عنه صلى الله عليه وسلم، وأما الحديث القدسي فنسبته إلى الله عز وجل، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يحكيه ويرويه عنه سبحانه وتعالى، ولذلك قيدت بالقدس أو الإله، فقيل أحاديث قدسية أو إلهية، نسبة إلى الذات العلية، وقيدت الأخرى بالنبي صلى الله عليه وسلم.

 

فقيل فيها أحاديث نبوية نسبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كانت جميعها صادرة بوحي من الله عز وجل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق، ومصداقه قول الله في سورة النجم ” وما ينطق عن الهوى إن هو وحى يوحى “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى