القصة والأدب

الدكروري يكتب عن ثلاث من سعادة ابن آدم

الدكروري يكتب عن ثلاث من سعادة ابن آدم

الدكروري يكتب عن ثلاث من سعادة ابن آدم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن في المسلم الحق من المروءة والنبل والتجمل والاحتمال وسعة الصدر، وسمو الخلق ما يجعله يرتفع في تعامله مع زوجته التي يكرهها بعيدا عن نزوات البهيمة وطمع التاجر، وتفاهة الفارغ، وإذا كانت المودة أحد دعائم الزوجية وسببا كبيراً لبقائها، فإن الرحمة هي الأخرى دعامة مهمة لبقاء الزوجين وارتباطهما، حتى وإن عدم الحب أو قلت المودة، هكذا يوجه القرآن ويدعو للتفكر، فيقول تعالي في سورة الروم ” وجعل بينكم مودة ورحمة ” وقال المفسرون إن الرجل يمسك المرأة لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد، أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك، ولكن هذه السعادة مشروطة بما إذا كانت الزوجة صالحة، فقال النبى صلى الله عليه وسلم.

 

” ثلاث من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح ” رواه أحمد، ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ” من رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتقي الله في الشطر الثاني ” رواه الحاكم، ومن معايير اختيار الزوجة أيضا هو أن يختار المرأة التي نظر إليها حتى ولو بلغه من شأن المرأة ما بلغه، فإن هذا لا يغني عن النظر، وليس مقصود النظر هو المعرفة عن حالها فقط، بل إنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “أحرى أن يؤدم بينكما” ومن معايير اختيار الزوجة أيضا هو اليسر وقلة المؤونة، فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “خير النكاح أيسره” رواه أبوداود، وإن الانسان يحتاج أن يكون جمال المرأة لزوجها، ويحتاج أن لا تكون المرأة مفتونة بجمالها.

 

ويحتاج أن يكون الجمال محفوظا بالدين، فهذي هي المرأة الشريفة والجميلة، والدينة التي تصلح لك، أما المرأة الخلوقة ذات الخلق، فهي التي تحلت بفضائل الخصال، حتى تزرعها في أولادها، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فالمرأة الكريمة تزرع في أولادها الكرم، والمرأة الصادقة تزرع في أولادها الصدق، والمرأة الحيية تزرع في أولادها الحياء، وهكذا سائر الأخلاق والفضائل، وفي خير النساء فهي التى تكون مطيعة لزوجها، وكيف يعرف أحدنا أن هذه الفتاة ستصير مطيعة للزوج؟ هو أن تنظر إلى أمها في علاقتها مع أبيها، وانظر إلى أختها في علاقتها مع زوجها، فالبنت بنت أمها، وتلميذة أختها، وخير امرأة لك هي المرأة المطيعة لزوجها، والزوجه الصالحه هى التى إذا رأت من زوجها تقصيرا.

 

في أداء عمله الذي يكسب منه عيشهم دفعته لإصلاح ذلك التقصير حتى يحلل لقمة عيشهم، ولا كما يحدث من بعض النساء التي تحث زوجها على التقصير والغياب ليلبي لها رغباتها، والمرأة الصالحة تكون عونا لزوجها فإذا ما شغل عنها بأمور الدعوة إلى الله وتبصير الناس بأمور دينهم وأنفق من ماله في سبيل الله كانت مشجعة له على ذلك وقدوتها في ذلك، هى السيده خديجة بنت خويلد رضي الله عنها التي وقفت إلى جوار خير البرية، وواسته بنفسها ومالها فرضي عنها زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم والله سبحانه وتعالى، فأرسل إليها العظيم من فوق سبع سموات ملك من أكرم ملائكته جبريل عليه السلام يحمل لها سلام من رب العالمين ويبشرها بجائزتها بيت في الجنة من قصب لا تعب فيه ولا صخب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى