مقال

الفرار إلي الله

جريدة الاضواء

الفرار إلي الله

بقلم/السيد شحاتة

الحياة ليست بالسهولة التي يتوقعها الإنسان وليست خالية من المشاكل والمعاناة وقد يظن اغلب البشر أن الفرار من كل شئ حتي من نفسه هو الحل لأزماته المتتالية وقد يفر من واقع مؤلم إلي واقع أشد إيلاما

ولكن هناك فرار فيه الحل والسكينة والطمأنينة وراحة البال هو الفرار إلي الله تعالى ويقول المولي في معجم آيات القرآن (ففروا إلي الله إني لكم نذير مبين)

فيا أيها الإنسان إذا تمكنت منك المهالك والمخاوف وتذوقت طعم الهلع والجزع فإعلم يقينا أنه لا نجاة لك ولا أمان ولا سعادة إلا بالرجوع إلى الله

أيها الإنسان البائس الذي حاصرته قلة الأرزاق وإزدياد الغلاء وتقلبات الزمن فليس لك إلا الله فهو الرزاق الكريم 

حتي وإن داهمتك الاحزان والهموم وتكالبت عليك الحسرات فتذكر أن لك ربا حي قيوم قادر علي نجاتك وتذكر كيف كان نبي الله يونس في بطن الحوت في ظلمات ثلاث فنادي أنه لا اله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فنجيناه من الغم وهذه ليست خاصية الأنبياء فقط ولكنها لكل مؤمن بالله (وكذلك ننجي المؤمنين)

أيها الإنسان إذا حاصرتك الأمراض والأوجاع وأصبح الموت قريبا منك وابتعد عنك الناس بعد أن كنت ذو شأن بينهم ولكنهم نفروا منك فلتكن كأيوب عليه السلام (إذ نادي ربه أني مسني الضر وانت ارحم الراحمين)فجاء جواب ربه (فإستجبنا له وكشفنا ما به من ضر)

فالرجوع والفرار إلي الله هو الكاشف لكل ضر وهو الناصر لكل ضعيف فلا تأخذك الحياة يوما بالغرور من ظهور الباطل وعلانيته وإجتماع الناس عليه ولايضيق صدرك بمكر الماكرين للحق وأهله فقد سبقهم الأولون فذهبوا وبقي الحق الي يوم الدين

أيها الإنسان الغافل لاتستمر في غفلتك وجهلك وتسير في موكب الفتن فإعقد النية بالتوبه والرجوع إلى الخالق فإنه سبحانه وتعالى لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم

ولاتركنوا الي أهل الشقاء وقساوة القلوب من تملكهم شيطانهم فقلبوا الحقائق وزين لهم الشيطان سوء أعمالهم

أيها التائه الحائر العاصي المثقل بالذنوب أيها الأسير لشهواتك وكبلك الشيطان بقيوده فضاق بها صدرك لن تجد أعظم واقوي من الله في حفظك ولن تجد أكرم واجود منه في كرمه

فماذا تنتظر ففر ألي ربك مختارا قبل أن يأتي يوما نفر اليه مجبرين مضطرين واجعل هدفك (إني ذاهب إلى ربي سيهدين)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى