مقال

السودان على نهر من الدماء

جريدة الاضواء

السودان على نهر من الدماء
بقلم أزهار عبد الكريم
السودان منجم الكنوز والمال والتي ينظر إليها على أنها دولة فقيرة تواجه الصراعات الأهليه والحروب بين قبائل الشعب الواحد من أجل التسيد والحصول على السلطه والمال بين متمردي القوم و الجيش الوطني السوداني

إلا أنها بجانب كل هذه الويلات من الحروب سوف تواجه أزمة كارثية ومما يزيد الأمر سوء بل يضيف إليها عبئاً قديماً بقدوم الفيضان الموسمي من كل عام ومع غياب مؤسسات الدولة وانشغالها بالحرب فسوف يواجه المواطنون السودانيون هذه الحاله وما يترتب عليها من حالات تدمير و اغراق محتمله للبيوت وباقي الممتلكات وانتشار الاوبئة الناتجة عن الحرب بين الجيش السوداني بقيادة البرهانى والفريق حميدتي قائد قوات الدعم السريع ..

– فكانت البداية عندما إعلان البشير عن اكتشاف اليورانيوم دعمت امريكا قوات المعارضة ضد حكومة البشير فقام البشير بحشد قوات من الرعاة العرب لمحاربة المتمردين علي الحكم الإخواني الصهيوني وكانت هذه القوات التي دعمتها أمريكا التي عرفت لاحقا بإسم( الجنجويد) من رعاة إبل من عشيرتي (المحاميد والمهريه) القاطنه في قبائل الرزيقات في شمال دارفور والمناطق المتاخمة لها في تشاد وخلال الحرب الضارية في دارفور بين عامي ٢٠٠٣ و ٢٠٠٥ كان قائد( الجنجويد )الأكثر شهرة والاسوأ سمعه هو موسي هلال ( ابن عم حميدتي ) زعيم عشيرة (المحاميد) وكان يقاتل لصالح البشير بتوظيف قيادي وكان الي جانبه شخص أخر يدعي محمد حمدان دقلو والمشهور( باسم حميدتي) ولا يوجد كلام يستطيع أن يعبر عن مقدار الدم الذي سفكه كلاهما في إقليم دارفور ( ٣٠٠ الف إنسان ) بطلب من البشير للسيطرة على هذا الإقليم فهي استراتيجية يتبعها الغرب دوماً للسيطرة على اي مكان بدون عناء و حتي في الحروب العالمية لا تدخل القوى الاستعمارية إلا في نهاية الحرب أو خلف الخطوط لتكون المنتصر النهائي بعد إنهاك القوة المتصارعة …

– وبعد نهاية الحرب وسيطرة البشير علي إقليم دارفور أصبح الهلال وحميدتي المقربان للبشير ولكن حميدتي انقلب علي ابن عمه زعيم( الجنجويد موسي هلال ) ليكون الشخص الوحيد الذي يسيطر على تلك القوة والتي وصل عددها اليوم الي ما يزيد عن المائة ألف وبات الهلال قالها في السجن فقام البشير بكل كبر وبدون تفكير بإعطاء الشرعية لهذه المليشيات بتسميتها( قوات الدعم السريع) وفق مرسوم رئاسي صدر عام ٢٠١٣م وكان قوامها الأساسي مكون من خمسه آلاف عنصر فبات حميدتي بين عشيه وضحاها رئيس هذه المليشيات واكبر تاجر للذهب في البلاد من خلال السيطرة على الحدود مع تشاد وليبيا ولم يعد طموح حميدتي يقف عند هذا الحد فبات حميدتي يسيطر علي اكبر منجم ذهب في السودان
وتحت يده قوات تفوق المائة ألف فأنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض علي حكم البشير والإطاحة به .

– ولكن السودان يمتلك جيش وطني كان ينظر للأوضاع ومتعجب من هذا النهر الدامي من قبل البشير وأعوانه ,موسي هلال وحميدتي وعندما أصبغ البشير صبغة الشرعية علي تلك المليشيات انتظر الجيش ليشاهد ما يحدث وهو في كامل الحذر ولكن هنا بدأت, روسيا ولأول مرة بدعم حميدتي ضد حكومة البشير الموالية لأمريكا في عام ٢٠١٩م و أطيح بالبشير وهنا عزمت اللجنة العسكرية للجيش السوداني علي تطهير السودان والجيش السوداني ولكن وجدوا أن هذا الامر يحتاج لوقت طويل وغير ذلك ستنزلق أرض السودان لبحر دم جديد وعلم ( القائد عبد الفتاح البرهان )أن (حميدتي )لن يكون سعيد بتولي البرهان والقيادات العسكرية مقاليد الدولة خصوصاً وأنه علي علم أن اللجنة العسكرية السودانية دائمة التنسيق مع مصر العظمي بخصوص الأوضاع في أفريقيا ومؤامرة تعطيش مصر والسودان من الجانب الاثيوبي وانشاء بنوك المياه كما أن حميدتي يعلم تماما أن الجيوش الوطنية لا تفضل فكرة المليشيات المدعومة من الخارج و لحقن دماء السودانيين قام بترضيته و تم تعيين ( حميدتى) فريق اول في الجيش بدون أن يكون يوم من الأيام ضمن العناصر العسكرية ذات العقيدة الأصيلة فمن حميدتي تاجر الإبل والاغنام للفريق الأول في السودان وهنا قامت دولة روسيا بدعمه بالأسلحة الثقيلة وتجهيزه في الفترة القادمة للمواجهة والسيطرة والهدف الحقيقي لهم هو السيطرة علي مقدرات الشعب السوداني من الذهب .

وهنا وفي مقابل الدعم الروسي بدأت قوافل الذهب تتدفق نحو روسيا من بداية عام ٢٠٢٠م والي الآن عن طريق عميلها حميدتي الأمر الذي أزعج الأمريكيين كثيرا وهنا طلبت امريكا من البرهان تقويض نفوذ حميدتي وهي تعلم يقينا أنه لابد له من وقت كافي للوصول إلي ذلك الهدف ولكن امريكا خشت أن البرهان يمتلك الوقت و أن يطيح بحميدتي وبأي رجل آخر موالي لخارج السودان فهي تعلم تماما أن البرهان ذو عقيدة عسكرية صحيحة وهو يسعي دائماً لشعب واحد وجيش واحد فا ارادت امريكا أن تصنع ما تبرع فيه وهو إشعال حرب اهليه بين( القوات السودانية الوطنية) وبين (الجنجويد ) وهو ما حدث فعلا …

– وبعدما يحدث داخل الكيان الصهيوني المحتل كان عليهم تسريع العمل لتنفيذ مخططهم

وبالفعل في الخامس عشر من ابريل لعام ٢٠٢٣ نجحت الخطة الأمريكية باستفزاز حميدتي وإدخال السودان بحرب أهلية عاشرة وهذه حرب بالوكالة من أجل أضعاف الجيش الوطني السوداني وانهاك قوي السودان واستنزاف مواردها الطبيعية والبشرية وايقاق المد الروسي والصيني عليها ومن ثم السيطرة الكاملة علي السودان وليس فقط درافور أو الجنوب بل السودان بشكل كامل …

والآن تعانى السودان والسودانين الامرين سواء ما تلاقيه من ويلات الحرب أو ما ينتظرها من تبعات نتيجة الفيضان وفى الخارج نتيجة اللجوء …
نتمنى تكثيف المساعدات الإنسانية الدولية والإسراع بوضع خارطه طريق لحل للخروج من هذه الكارثة….
نسأل الله السلامة للجميع
أزهار عبد الكريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى