مقال

التازل عن الدين بالدراهم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التازل عن الدين بالدراهم

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، سيد العادلين والمتقين، لقد وقف كثير من العظماء والمفكرين من غير المسلمين عبر التاريخ أمام رسولنا وحبيبنا ومصطفانا محمد صلى الله عليه وسلم موقف التعظيم لسيرته، والإعجاب بشخصيته، والإشادة بمواقفه ومبادئه، فهذا هرقل عظيم الروم يطرح كثيرا من الأسئلة عن النبي صلى الله عليه وسلم على أبي سفيان بن حرب لينتهي به المطاف بصدق دعوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قائلا ” لو كنت عنده لغسلت عن قدمه” أما النجاشي ملك الحبشة فقد أخضل بكاه لحيته عندما سمع بعض ما جاء به رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قائلا ” إن هذا الكلام والذي جاء به عيسى ليخرجان من مشكاة واحدة”

 

فهذا رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم يملك بلا منازع قلوب ملايين البشر، ولقد قال عنه “المهاتما غاندي” في حديث له مع جريدة “ينج إنديا” بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم، وجدت نفسي بحاجة للتعرف أكثر على حياته العظيمة، إنه يملك بلا منازع قلوب ملايين البشر” ولقد كان الصالحون يفتنون في دينهم ويهددون بالموت فلا يلتفتون إليه، فكانت نفوسهم صامدة على غاية واحدة هي الموت على ما يرضي الله تعالي فهم كما قال الله لهم “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون” فأين نحن اليوم من مثل هذا الثبات حيث يقول تعالي “ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون” فإن من المسلمين اليوم من يتنازل عن دينه لأجل دراهم معدودات أو تتبع الشهوات.

 

 

 

أو الولوغ في الملذات ثم يختم له بالسوء والعياذ بالله، وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من مشى في حاجة أخيه، كان خيرا له من اعتكافه عشر سنين” رواه الطبراني، وعن أبي هريرة رضى الله أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال “امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين” رواه أحمد، فيا مَن رام محبة الله ورحمته، ارحم الضعفاء، وأحسن إلى المحتاجين، ولا تبخل بشيء من المعروف، ووجوه البر كثيرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة” قال “والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة”

 

فلا يخلو مجتمع من فقراء ومحتاجين، وما أحوج كل مجتمع إلى وجود أشخاص يتخصصون، أو جهات خيرية فعالة، ترعى الفقراء والمساكين، وتطرق أبوابهم لتوصل إليهم صدقات المحسنين وأُعطيات الباذلين، فهل تفقدت جيرانك، وتعاهدت فقراء حيك؟ ويا إمام المسجد، تفقد جماعة مسجدك، وليكن لك دور فعال في إطعام المحتاج، وسد عوز الفقير، ويا أيها الداعية، إن مد يد العون إلى الفقير، وقضاء دينه، وإشباع عياله يؤثر في قلبه ما لا تؤثر الخطب الرنانة والمواعظ البليغة، ويا معشر المعلمين، لا تغفلوا عن فقراء طلابكم إذ إن الصغير لا يطيق حر الفقر، ويا معشر المسلمين، الصدقات والإحسان إلى المؤمنين والمؤمنات من أعظم الأمور، التي تفرج بها الغموم والكربات، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى