مقال

تزيين صورة الحضارة الغربية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تزيين صورة الحضارة الغربية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين ونصلي ونسلم ونبارك علي خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، الذي كان من زهده صلي الله عليه وسلم في الدنيا هو سخاؤه وجوده، فكان صلي الله عليه وسلم لا يرد سائلا ولا يحجب طالبا ولا يخيّب قاصدا، وأخبر صلي الله عليه وسلم أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وقال صلي الله عليه وسلم ” كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل” ويروى عنه أنه قال صلي الله عليه وسلم ” ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس” وكما قال صلي الله عليه وسلم ” مالي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل رجل قال في ظل شجرة ثم قام وتركها” وكما قال صلي الله عليه وسلم ” الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلما”

وكما قال صلي الله عليه وسلم ” ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت” فكان زهده صلى الله عليه وسلم زهد من علم فناء الدنيا وسرعة زوالها وقلة زادها وقصر عمرها، وبقاء الآخرة وما أعدّه الله لأوليائه فيها من نعيم مقيم وأجر عظيم وخلود دائم، فرفض صلى الله عليه وسلم الأخذ من الدنيا إلا بقدر ما يسدّ الرمق ويقيم الأود، مع العلم أن الدنيا عرضت عليه وتزينت له وأقبلت إليه، ولو أراد جبال الدنيا أن تكون ذهبا وفضة لكانت، بل آثر الزهد والكفاف، فربما بات جائعا ويمر الشهر لا توقد في بيته نار، ويستمر الأيام طاويا صلى الله عليه وسلم لا يجد رديء التمر يسد به جوعه، وما شبع صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير ثلاث ليال متواليات، وكان صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير حتى أثر في جنبه.

وربط الحجر على بطنه من الجوع، وكان صلى الله عليه وسلم ربما عرف أصحابه أثر الجوع في وجهه صلى الله عليه وسلم، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد فإن من أهداف المسلسلات الخليعه المدبلجة التي تبث علي القنوات العربية هو تزيين صورة الحضارة الغربية في عيون نسائنا، حيث تعمل المسلسلات المدبلجة على إبراز النموذج الغربي بأبهى صوره، وأجمل حُلله، وكأن المرأة الغربية في أزهى عهودها، فهل هو فعلا كذلك؟ وإن الواقع يكذب كل هذه الدعاوى، فلا يغرّننا النموذج الحضاري الغربي، وليس علينا أن نتشدق بهذا الوهم لأنه نموذج زائف، لا وجود له، وكذلك من أهدافها هو تشجيع الاختلاط، حيث إننا نجد المسلسلات المدبلجة تزين الاختلاط بين الذكور والإناث.

وتجعله من روح العصر ومتطلباته، فالاختلاط في المنزل حيث يصير إخوان الزوج والأصدقاء والجيران وكل من يدخل المنزل من محارم المرأة، وتصير بنات الخال وبنات العم في عيون الرجل مثل الأخوات، والاختلاط في أماكن الدراسة والعمل، لا كوضع مفروض يتعامل معه بوقار واحترام وحشمة، بل بكل ميوعة وانفتاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى