مقال

فساد الإدارة بين أهل الثقة وأهل الكفاءة

جريده الاضواء

فساد الإدارة بين أهل الثقة وأهل الكفاءة

بقلم/السيد شحاتة

الإدارة بصفة عامة هي علم قائم علي المعرفة والقوة في اتخاذ القرارات وله من القواعد ما يدعمها

ويبدأ فساد الإدارة من المفاضلة بين أهل الثقة وأهل الكفاءة والتي تحتاج إلي مهارات خاصة لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب

فهناك من الأعمال تحتاج إلي الثقة والخبرة وأعمال أخري لها من الرقابة الحازمة التي لاتحتاج إلا أهل الكفاءة حيث أن الأمانة في العمل مطلوبة وضرورية

ومن عجائب الأمور أن غالبية المؤسسات للأسف معيار الثقة هو مبدأ لديها علي الرغم من تعارض ذلك مع نجاح المؤسسة من عدمه

فإدارة الأمور وتولي المناصب تحتاج إلى القوة وهي الخبرة والأمانة ولنقرأ قول المولي عز وجل (قالت إحداهما يا أبت إستأجره فإن خير من إستأجرت القوي الأمين)

فالأفضل لقطاع العمل هم أهل الخبرة أما إذا كان هناك أهل الثقة مع الخبرة فهذا بلاشك افضل ولكن اين هم

إدارة اي مؤسسة ليست منحة أو هبه ربانية ولكنها مسؤولية وسيحاسب عليها من إختار هذا المسؤول

فنجاح العالم المتقدم أن من يحتل المناصب لابد أن يكون كفؤا من الناحية العملية والعلمية و لا يوجد نوع من العنصرية ولاميل للهوي ولا مفهوم للواسطة المنتشرة في بلدنا العربية وهو أساس إنهيار أي مؤسسة

وغالبا نجد أن من يحتل منصبا معينا يحاول تنصيب أشخاص في مواقع أكبر بكثير من قدراتهم وإمكانياتهم ويكونون من المقربين لهم وهذا من أسباب فشل الإدارة وفي نفس الوقت يضمن عدم الخوض في أعمالة خوفا من العقاب والمساءلة

حيث أن أهل الثقة هم من يدينون بالولاء ولو كانوا محرومين من أي خبرات وكفاءات بعكس الآخرون فهم القادرون وهم من يملكون الخبرات ولكنهم للاسف لايحوزون علي ثقة القائم بالإدارة حيث أنهم منكبون علي العمل والعلم وليس لديهم وقت للتقرب والتزلف

ولكن للاسف الشديد مازالت اغلب المؤسسات والمصالح تدار بهذه العقلية وتتبع أسلوب الواسطة والمحسوبية والاستعانة بأشخاص غير مؤهلين ولايهمهم مصلحة الوطن محاولين إستبعاد كل اهل الكفاءة وهذا ظلم بحق الفرد والمجتمع

إن الإدارة الصحيحة والمتقدمة تحتاج إلي القوي الأمين المتخصص وخصوصا في الأزمات وهم الذين يستطيعون خوض غبار معركة التقدم والازدهار نحتاج إليهم وليس إلي قارعي الطبول والمصفقين حيث ترتقي الأمم ويكف الناس عن التذمر وتسير عجلة التنمية للأمام

إن تفضيل أهل الكفاءة عن أهل الثقة يستدعي عدم شخصنة المنصب وربطه بالولاء

فكل صاحب كفاءة هو أهل للثقة وكفاءته ومهارتة وتفانية في العمل وتحمل المسؤولية الوظيفية ستجعله أهلا لذلك

حيث أن أهل الثقة ليس مهما لديهم نوعية العمل بل مراقبة الأنفاس وتخويفها الدائم بالعقاب وبالتالي ستتحول أي مؤسسة إلي تكتلات وشللية

وأخيرا عذرا أيتها الكفاءات والعقول فلم يعد لديكم مكان أمام توغل أهل الثقة فأصبح توزيع المناصب حفلة لتقسيم التورتة بينهم

وعذرا لمن ضاعت خبرتة وكفاءتة في ميادين لم تقدرها

وعذرا لمن أفني عمرة الوظيفي دفاعا عن حقوق مصلحة أو مؤسسة ولم يتم تقييمه أو توجيه الشكر له علي أبسط تقدير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى