مقال

حاجة المجتمع للتربية

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن حاجة المجتمع للتربية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله مصرف الأمور، ومقدر المقدور، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الغفور الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع يوم النشور، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى والنور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، فازوا بشرف الصحبة وفضل القربى ومضاعفة الأجور، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الآصال والبكور، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد الذي أخبرنا في الحديث الذي رواه أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ما يجد الشهيد من مسّ القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة” رواه الترمذي، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال ” الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته” رواه أبو داود.

ثم يبيّن الحبيب المحبوب محمد صلى الله عليه وسلم أن للشهيد عند الله ست خصال وهو أن يُغفَر له عند أول دفعة من دمه، ويرى مكانه في الجنة، ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما عليها، ويُزوّج باثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أهله” رواه أحمد، ودم الشهيد يجف، لكن قبل أن يجف يكون الله قد أنعم عليه ووهبه من فضله زوجتيه من الحور العين، رزقنا الله الشهادة في سبيله فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال ذكر الشهيد عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ” لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى يبتدره زوجتاه، كأنهما ظئران أظلتا أو أضلتا فصيليهما ببراح من الأرض، بيد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها” رواه أحمد.

ويُكرم الشهيد غاية الإكرام حينما يكون من أول من يدخل جنة النعيم، النعيم الدائم الذي لا يزول، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إني لأعلم أول ثلاثة يدخلون الجنة الشهيد، وعبد أدّى حق الله وحق مواليه، وفقير عفيف مُتعفف” رواه أحمد، وإن حاجة المجتمع للتربية تظهر من خلال الاحتفاظ بالتراث الثقافي، ونقله إلى الأجيال الناشئة بواسطة التربية وكذلك تعزيز التراث الثقافي وذلك من خلال تنقيته من العيوب التي علقت به، والتربية هنا قادرة على إصلاح هذا التراث من عيوبه القديمة مع المحافظة على الأصول، وكانت العائلة هي أهم وسائط التربية عند العرب خاصة البدو منهم وقد تشارك العائلة في التربية وأهم ما يتعلمه البدوي الصيد والرماية وعمل الآنية ودبغ الجلود وغزل الصوف.

وحياكة الملابس وتربية الماشية وكانت وسيلة التربية في تعليم ذلك هي المحاكاة والتقليد أو طريقة النصح والإرشاد والوعظ والتوجيه من كبار السن أو الوالدين أو الأقارب وقد عرف البدو أنواع المدارس الكتاتيب وكانوا يتعلمون بها القراءة والكتابة والحساب، أما الحضر فكانت تربيتهم تهدف إلى تعلم الصناعات والمهن كالهندسة والطب والنقش والتجارة بأنواعها، وكانت لديهم المدارس والمعاهد إلا أن هدف التربية العربية الأسمى كان بث روح الفضيلة وغرس الصفات الخلقية كالشجاعة والإخلاص والوفاء والنجدة عند الحاجة وكرم الضيافة، ولم تحتل التربية مكانا نافذا في أي عهد من العهود كما تحتله اليوم وإن الاهتمام بالتربية والعملية التربوية قد ازداد في العصر الحاضر ونتيجة لذلك تميزت التربية في العصر الحاضر عن غيرها بأنها متقدمة على التعليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى