مقال

صفات المفسدين في الأرض

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن صفات المفسدين في الأرض
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وحده صدق وعده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل وكان حقا علينا نصر المؤمنين، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله أفضل المجاهدين وأنصح العباد أجمعين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى الآل والصحب ومن لنهجهم اقتفى وبهداهم اهتدى، فاتقوا الله عباد الله ولا تغرنكم الحياة الدنيا بزخرفها ولهوها ولعبها فما الدنيا إلا ظل قرب زواله وزرع حان حصاده والآخرة خير وأبقى للذين يتقون أفلا تعقلون، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن صفات المفسدين في الأرض كثيرة، وللأسف هم ينتشرون مثل الفيروسات في المجتمع ووجب تبيين بعض صفاتهم، ويجب صدهم ومحاربتهم، وعدم تركهم ينشرون فسادهم في مجتمعنا.

ولا يجب تركهم بحجة الحرية الشخصية، حيث إن نشر مثل هذه الأفكار لا يعد من الحريات الشخصية لمجتمع مسلم محافظ، وإن الإفساد هو فعل ما به الفساد، والهمزة فيه للجعل، أي جعل الأشياء فاسدة، والفساد أصله تحول منفعة الشيء النافع إلى مضرة به أو بغيره، وقد يطلق على وجود الشيء مشتملا على مضرة وإن لم يكن فيه نفع من قبل، ويقال فسد الشيء بعد أن كان صالحا، ويقال فاسد إذا وجد فاسدا من أول وهلة، وكذلك يقال أفسد إذا عمد إلى شيء صالح فأزال صلاحه، ويقال أفسد إذا أوجد فسادا من أول الأمر، والقرآن الكريم يتحدث كثيرا عن الإفساد في الأرض وينعى على المفسدين فيها، أو يبغون فيها الفساد أو يعينون عليه، ذلك أن الله تعالى خلق الأرض صالحة وأودع فيها البركة الكافية من فوقها فقال عز وجل فى سورة فصلت.

” قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا، ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين” فلقد خشيت الملائكة من إفساد الأرض عندما أخبرها الله سبحانه وتعالى، بأنه جاعل في الأرض مخلوقات من البشر يخلف بعضهم بعضا فيها وذلك كما جاء فى سورة البقرة ” وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إني أعلم مالا تعلمون” وإن المتأمل في حديث القرآن الكريم عن الفساد والفاسدين، أو الإفساد والمفسدين، سيجد أن إيقاع الفساد من قبل البشر يأتي على مراتب، وأولها هو إفسادهم أنفسهم بالإصرار على المعاصي وما يترتب عليها من مفاسد أخر، فكل معصية إفساد.

كما قال تعالى عن فرعون كما جاء فى سورة يونس ” آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين” وكل تولي، عن الحق إفساد، فقد قال الله تعالى فى سورة آل عمران ” فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين” فاللهم إليك يا من بيده أزمة القلوب نرغب في ثباتها، وعليك يا علام الغيوب نعتمد في تصحيح قصدها وإخلاص نياتها، وإلى غناك نمد أيدي الفاقة أن ترزقنا شهادة ترضاها، وأن تنيل نفوسنا من ثبات الأقدام في سبيلك، فالحراك والسكون إليك، والمعول في كل خير عليك، وأنت على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى