مقال

التوبة والرجوع عن البدع

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التوبة والرجوع عن البدع
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، قد سئل الشيخ ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح هل الاحتفالات وإلقاء المحاضرات عن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مولده يعتبر من البدع؟ فجاء في معنى جوابه إذا خطب الخطيب خطبة الجمعة، وذكر فيها مبدأ بعث الرسول صلي الله عليه وسلم وشيئا من حياته، فلا يعتبر بدعة لأن هذه الخطبة موجودة، خطبة الجمعة ثابتة من قبل، أما أن يحدث محاضرة في نفس اليوم، فهذا من البدع، أو من وسائل البدعة، فعلى كل حال إذا كان أصل الخطبة مشروعا، كخطبة الجمعة، وذكر فيها الإنسان بعثة الرسول صلي الله عليه وسلم فلا بأس.

لأن هذا ذكر تاريخ لحياته بمناسبة مبعثه صلي الله عليه وسلم ومولده، أما أن يحدث محاضرة في هذه الأيام، فهذا من البدع، فإن لم يكن من البدع، فهو حجة لأهل البدع، وكما سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن تعطيل المدارس والمعامل، أو إلقاء الخطب والمحاضرات والمواعظ ونحوها بمناسبة المولد النبوي الشريف؟ فأجابت بأن الاحتفال بالموالد، والتعطيل من أجله بدعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا أصحابه رضي الله عنهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد” وجاء أيضا في فتاوى اللجنة الدائمة بأنه لا يجوز الاحتفال بمناسبة ليلة القدر، ولا غيرها من الليالي، ولا الاحتفال لإحياء المناسبات كليلة النصف من شعبان، وليلة المعراج، ويوم المولد النبوي لأن هذا من البدع المحدثة.

التي لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه، وقد قال صلى الله عليه وسلم ” من عمل عملا ليس عليه أمرنا، فهو رد” ولا يجوز الإعانة على إقامة هذه الاحتفالات بالمال، ولا بالهدايا، ولا توزيع أكواب الشاي، ولا يجوز إلقاء الخطب والمحاضرات فيها لأن هذا من إقراراها، والتشجيع عليها، بل يجب إنكارها، وعدم حضورها، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن التوبة التي جعلها الله تطهيرا للنفوس، ما هي إلا عودة للإيمان بإطمئنان وراحة عندما تسرف النفوس في الابتعاد عن أوامر الله وتعاليم شرعه، وهي مدخل إيماني واسع تحث عليها المصادر الشرعية في مواطن كثيرة، وبترغيبات أوضحها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تشد النفوس، وتقويها في الاستجابة، وتطمعها برجاء وخوف في الفضل العظيم المحسوس والملموس، فيقول الله تعالى “قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم” وباب التوبة مفتوح إلى يوم القيامة، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالنسبة للنفس البشرية فمما يطمئنها أن التوبة مقبولة ما لم تغرغر الروح، وهذه بشارة مريحة تبعث الأمل، وعلامة إقفال باب التوبة في هذه الحياة الدنيا، هو خروج الدابة التي تسم الكافر والمؤمن بعقيدة كل منها، فلا يخفى بعضهم عن بعض كما قال الله تعالى ” وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون” ذلك أن الخير في الإيمان وأن النجاة في التمسك به.

فظواهره في الدنيا بارزة في أمور من حياة الفرد والجماعة، وفي الآخرة بالفوز والنجاة بما تجده النفس مدّخرا، يتمثل أمامها عينا بارزة، بعد أن كان أمرا مخفيا فتتمنى العودة للإيمان، ولكن لا مجال لذلك يقول عز وجل في تخويف المكذبين المعاندين “هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتى ربك أو يأتى بعض آيات ربك يوم يأتى بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيرا، قل انتظروا إنا منتظرون”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى