مقال

الجبروت والتكبر على عباد الله

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الجبروت والتكبر على عباد الله
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالَمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين، فإياكم والغلو في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم فلقد انحرف بعض الناس عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأحدثوا في دين الله عز وجل ما ليس منه، وغيروا وبدلوا، وغلوا في محبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم غلوا أخرجهم عن جادة الصراط المستقيم، الذي قال الله عز وجل فيه ” وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله” وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على حماية جناب التوحيد، فكان يحذر تحذيرا شديدا من الغلو والانحراف في حقه، ودلائل ذلك كثيرة جدا منها أنه روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

“لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله” وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم ” لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد إلا أني أنهاكم عن ذلك يحذر ما صنعوا” وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ” جعلتني لله عدلا، بل قل ما شاء الله وحده” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال يا محمد، يا سيدنا، وابن سـيدنا، وخيرنا وابن خيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل”

ولنعلم جميعا أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه لا تكون إلا بالهدي الذي ارتضاه وسنه لنا، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ” من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد” وكذلك فإن الجبروت والتكبر على عباد الله إفساد، والإفراط في الفرح والأشر والبطر، وكذلك ارتكاب المنكرات وإتيان ما حرم الله من الفواحش، وكذلك فإن السرقة إفساد، فقد قال الله عز وجل عن أخوة يوسف ” قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد فى الأرض وما كنا سارقين ” ويقول المولى عز وجل في كتابه الكريم كما جاء فى سورة الروم ” ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون ” وهذه الآية العظيمة، وغيرها مما يقارب خمسين آية في كتاب الله تعالى كلها تحذر من الفساد بجميع صوره وأشكاله وأنواعه.

وتمثل هذه الآيات بالإضافة إلى الأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في الصحاح والسنن والمسانيد التي تحذر الأمة من الفساد في الأرض ومن الإفساد، وأن يكون المؤمن صالحا مصلحا بعيدا عن جميع صور الفساد، حتى لا ينزل به العذاب، وحتى لا تنزل بالأمة الكارثة والمصائب والنكبات، والابتلاءات بصور مختلفة بسبب تصرفات بعض الأشخاص، ولقد كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم رضي الله عنهم يجالسونه فيتدارس شؤونهم، ويحدثهم ويحدثونه في أمور دينهم ودنياهم فيعلمهم ويعظهم ويستمع إلى شكواهم، وربما ذكروا شيئا من أمور الجاهلية فيضحكون ويبتسم صلى الله عليه وسلم، وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى وواظب عليها.

وكان صلى الله عليه وسلم إذا عاد من صلاة الضحى ربما سأل أهل بيته عن طعام فإذا لم يجد طعاما كان يصوم، وكان صلى الله عليه وسلم إذا قُدم له طعام يأكله وكان صلى الله عليه وسلم لا يأكل منبطحا ولا متكئا، وكان من دأبه صلى الله عليه وسلم أن يأكل على الأرض فكانت جلسته للطعام صلى الله عليه وسلم جاثيا على ركبتيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى