مقال

السيئة في كل زمان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن السيئة في كل زمان

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

اليوم الخميس الموافق 26 أكتوبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، لقد أكرمنا الله برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم خير البرية الذي جعلنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك هذا النبي الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فكلامه وحي من السماء لا يصدر عن هوا، ولا حمية ولا عصبية ، فإن لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم علينا حقوقا يجب أن نقوم بها، وسنة يجب أن ندافع عنها، كيف لا، وهو القائل عليه صلى الله عليه وسلم ” من ردّ عن عرض أخيه المسلم كان حقا على الله عز وجل أن يردّ عنه نار جهنم ” رواه الترمذي. 

وهذا في حق الناس فكيف بحق المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور ومن الشقاء إلى السعادة ومن الجهل إلى العلم، فإنه على المسلم أن يبذل الأسباب الشرعية والمادية ليدفع عنه البلاء، فإذا ابتلي في جسده بحث عن العلاج، وإذا ابتلي في رزقه مشى في مناكب الأرض يبحث عن العمل، وإذا ابتلي بتسلط ظالم دفعه بكل الوسائل الممكنة، ولا يستسلم لذلك بحجة أنه ابتلاء، وإن السيئة هنا فى هذا الزمان هو ما يصيبهم الله عز وجل في الأرض من القحط والجدب وغلاء الأسعار وغير ذلك، وتصيبنا هذه المصائب ونكثر من المهرجانات والملهيات وغير ذلك، مما يغفل الناس ويقصي القلوب ويعرض بالناس عن الالتفات إلى معالجة هذه الأمور بل يزيدون منها ويُزيدون، فلا حول ولا قوة إلا بالله. 

ولم يبقى إلا العقوبة المستأصلة لكن الله سبحانه وتعالى رءوف بالعباد يؤجلهم لعلهم يتوبون، ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ” لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضه ما سقي كافرا منها شربة ماء” رواه الترمذى، فإنها بقدرة الله سبحانه وتعالى تشعر عندما تقف على أي جسم بسمكة، وهل هذا الجسم جسم إنسان أو حيوان، وهذه الدابة لها خرطوم تمتص به غذاءها من الدم، وهذا الخرطوم مجوف من الداخل لم يستطع العالم حتى الآن صنع إبرة خياطة مجوفة بهذا الحجم الدقيق، فسبحان من خلقه بقدرته وعظمته ولعل الغريب في هذا أن الله ذكر هذه الدابة في أول القرآن في سورة البقرة “إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها” فهذه الآيات تدلنا إلى أن جميع مخلوقات الله سبحانه من أصغرها إلى أكبرها هي آية دالة على استحقاق الله عز وجل للعبادة دون سواه. 

وإن بدت هذه الحشرة تافهة، فقد أودع الله سبحانه فيها من آياته وقدرته ما تتحير بها العقول، فالله سبحانه وتعالى في هذه الآيات لا يستحي أن يضرب مثلاً بالبعوضة، التي قد يعتبرها بعض الجهال مخلوقاً تافها، لكن الله لا يستحي أن يضرب مثلا بها، وذلك ليدلنا على آيات عظمة خلق البعوضة حتى نكتشف بديع صنع الله تبارك وتعالى في البعوض، وهذه البعوضة إذا طارت، سُمع لها طنين، ومعنى الطنين، أن عدد خفقان أجنحتها أربعة آلاف خفقة في الثانية الواحدة، وأن لها ثلاثة قلوب قلب مركزي، وقلب لكل جناح، وأن في أرجلها محاجم، وأن في أرجلها مخالب، فإذا وقفت على سطح خشن تستخدم المخالب، وإذا وقفت على سطح أملس تستخدم المحاجم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى